افتتاحية

حكومةٌ مهزومةٌ

لا شكَّ أن الذي صنع عزيز أخنوش وجعل منه رئيساً للحكومة مصابٌ اليوم بالندم، فرئيس الحكومة أفقد الدولة من المفهوم الحقيقي للحكومة، ولم يعد للسياسة طعمٌ من تحالف “التركيبة الثلاثية” التي أصبحت تعتبر نفسها دولة داخل الدولة، بعدما هيمنت على كل المفاصل الإنتخابية بما في ذلك مجالس الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات التربية اكانت حضرية أم قروية.

حكومة مشتتة مهزومة، ووزراء يظهر أن كرسي الوزارة أكبر منهم، حتى أن المواطن اليوم لا يعرف أسماءَ الوزراء كما كان الأمر على الأقل في العشر سنواتٍ الأخيرة من حكومتي العدالة والتنمية وخاصة مع عبد الإله بنكيران.

 

بدأت أولى هزائم هذه الحكومة مع ملف الأساتذة المتعاقدين الذين انتزعوا أخيراً زيادات في الأجور كانت تبدو بعيدة لا بل مستحيلة، بقي في الأخير الأساتذة في أمكنتهم وغادر “المحظوظ الكبير” شكيب بنموسى الى المندوبية السامية للتخطيط وهو الذي ينطبق عليه مثال “غلط بزاف تترقى بزاف”.

 

قطاع التعليم رغم حساسيته ورغم أن المدرسة هي مرآة المجتمع، انهزمت الحكومة وهي تكشف عن نواياها لقتل التعليم بجلوس وزير جديد في مكتب باب الرواح، وهو القادم من شركة لصناعة الحلويات والشوكولاتة.

 

الهزيمة الثانية هي التي تسبب فيها عبد اللطيف وهبي المثير للجدل وهو أكثر أسباب هزائم الحكومة، خاصة في صدامه مع المحامين أولا في معركة امتحان الولوج، بحيث أبان عن توجهه لقتل ما تبقى من أشرف المهن عبر التاريخ، وسيعود المحامون مجدداً إلى مقاطعة الجلسات وهجر القاعات وذلك بسبب مجزرة المسطرة المدنية.

قبلهم هزمت الحكومة مع كتاب الضبط والمفوضين القضائيين، وهزم حميد المهداوي وعزيز أخنوش بعدما فضح تجاوزاتهم وجهلهم بالقانون وتنطق المحكمة الابتدائية بالرباط اليوم الاثنين حكماً في هذه القضية.

إنها سابقة في التاريخ أن يتم عزل عدد من رؤساء الجماعات والمستشارين واعتقال عدد كبير من الوجوه السياسية داخل أحزاب مشكلة لهذه الحكومة يقر بهزيمتها في هذا الباب أيضا.

هي في الاخير حكومة مهزومة، ولولا لطف الله وتشبت الشعب بالعرش وبالملك وطبيعة نظامنا السياسي لاندلعت بالفعل حرب أهلية وقبائلية بسبب هذه التوجهات التي لا “ساس ولا راس ليها”.