افتتاحية

لا رجاءَ في هلا

قال أحد الرؤساء السابقين لنادي الرجاء الرياضي، وفق ما نقله أعضاءٌ كانوا ضمن مكتبه المسير “غادي يجي النهار اللي غتولي الرجاء تقلب على رئيس ومتلقاهش”، وهي الحقيقة التي وصل إليها النادي في نهاية 2024.

فريق عريق بحجم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعيش وضعية صعبة، وليست المرة الأولى ما يطرح علامات إستفهام كثيرة، حول عقلية المسيرين، هناك من يمتطي ظهر النسر للطيران نحو مصالحه الضيقة، وهناك من يترشح بحثاً عن النفوذ أو الاختباء للتغطية على مشاكله القضائية، ولا أدل على ذلك ما حدث مع محمد بودريقة المعتقل في السجن الفدرالي الألماني منذ منتصف يوليوز، وهو الامر الذي سبق وأن حاولنا في مقالات كثيرة قوله (الرجاء كيان قائم والأشخاص مذنبون).

عودة إلى عادل هلا، ربما أكون أكثر الناس الذين يعرفون ما معنى أن يصبح الرجل رئيساً لقطب من اقطاب الكرة ليس فقط على المستوى المحلي بل افريقيا وعربياً، أعرف أن هلا في أواخر التسعينيات كان قد أسس “إلترا” لم تجد لها مكاناً أمام كثافة فصيلي “الكرين بويز” و”الايغلز”.

وقبل أن يؤسس موقع Dima dima raja، كان المغربي الذي يعيش وسط بنايات الولايات المتحدة الأمريكية الشاهقة يحلم بأن يكونَ رئيساً للرجاء في يوم من الأيام، أعرف ما معنى الحلم، ففي سن العاشرة تعلقت بحلم الصحافة وعملت عليها طويلاً وأنا أعيش الآن النشوة، رغم عدد الشكايات التي واجهتها في القضاء، لكن حب المهنة كان اقوى من تخوفي أن يزج بي في السجن (اللي ممكن نكون فيه شي نهار بسبب مهنتي).

ما نكتبه في “زون24” ليس تهجماً أو تنقيصاً من قيمة وذكاء عادل هلا، ولكنني أقول بنظرة المحلل للوضع العام أنه لا رجاء في هلا، لضعف تجربته في التسيير، وإن كان على الرجل أن يفهم أن شخصين ترشحاَ لوحدهما في هذه الفترة وضمنا الرئاسة عبد المجيد تبون في الانتخابات الجزائرية وعادل هلا في الجمع العام للرجاءؤ والبقية تعرفونها.

مرة حضرنا نحن قيادات الحركة الطلابية في الجامعة لمقاطعة الإمتحانات خاطبني مسؤول كبير حينها إن “القائد الناجح هو من يوازن بين ثقافة القيادة ومبادئها مع المزاج العام لأتباعه”، وترسخت في ذهني هذه الجملة التي مر عليها عقد من الزمن، أجدها مناسبة لكتابتها من أجل أن يأخذ بها عادل هلاَ.

قد ينجح جمع الخميس الذي يتزامن ومن باب الصدفة مع تاريخ جلسة محاكمة سعيد الناصري الرئيس السابق للوداد، لكنني أوثقها هنا لن يصمد عادل إلى غاية الأشهر الاولى من سنة 2025 على أبعد تقدير، وهذا تقدير يحتمل قراءات، وتبقى الأيام وحدها كفيلة بإثبات العكس

يا عادل إن الظرف حرجٌ وحسَّاس، رجاءً لا تساهم في اتساع الهوة بداعي تحقيق الحلم الذي راودك نهاية التسعينات وتجني على حلم الملايين من “شعب الخضرا” الذين لا يرضون إلا بالبوديوم وكتابة التاريخ.