“بريكول” الإحصاء!

لا اعتقد أن عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان قد قال كلاماً يستحق كل هذه الضجة، لكن هناك فئة عريضة من المنتمين لهيئات التدريس (معلمين و أساتذة) لم يعد صدرهم متَّسعاً، وكأن الحق مع رجل التعليم وفقط.
إن ما تعمد إليه بعض الصفحات التي تحسب نفسها مدافعة على رجال ونساء التعليم في التشهير بعزيز غالي والتنقيص منه، هي إساءة كبيرة لمعلم كاد أن يكون رسولاً، وحتى لا يقول أحدهم إننا في “زون24” ننصب أنفسنا هيأة دفاع عزيز غالي ضد الإساتذة، فالمتابع لمسارنا كمدير نشر حضر بلاطوهات النقاش العمومي عبر الفضائية “شدى تيفي” في عز الأزمة بين الاساتذة والحكومة والوزارة الوصية، كيف كان موقفنا مع تحسين الوضع المادي والمعنوي للأستاذ باعتباره واحداً من أعمدة الدولة بل إن التعليم هو اساس بناء الحضارات والمجتمعات.
لنعد إلى مشاركة الاساتذة في عملية الإحصاء العام للسكان المزمع تنظيمه من فاتح شتنبر وإلى الثلاثين منه، فالنسبة بلغت 31.9٪ بينما نسبة الطلبة وحاملي الشهادات فقد بلغت 59.3٪، لكن المثير في الأمر هو أن نسبة مشاركات موظفي المؤسسات العمومية الأخرى برمتها وقف عند 5.2٪ وهذه النسبة تبين مدى حاجة الاساتذة إلى “البريكولاج” وخدمة شهر بصفة “عطاشة” وبمناسبة فإن كلمة “عطاش” ليست سبة بل إنها مأخوذة من الكلمة الفرنسية “une tâche”.
لم يقل عزيز غالي كلاماً خارجاً عن السياق، وهنا اتفق ما عزيز الذي بنى موقفه على عدد التلاميذ الذي سيضيع شهرً من موسمهم الدراسي، كما انه وضع أصبعه على الجرح وهو يذكر الأساتذة الذين كانوا إلى وقت قريب يملؤون شارع محمد الخامس بالرباط، ويصرحون بأن الاستاذ مكانه القسم وليس الشارع، ما الذي تغير حتى أصبح مكان الاستاذ الشوارع والازقة للاحصاء وليس القسم، وهذه قمة التناقض.
المساهم في رسم هذه الصورة، هي المندوبية السامية للتخطيط الموكل إليها مهمة الإحصاء مرة كل عشر سنوات، فهي في الأخير لم تشارك إلا ب 1.5٪ من عدد المتطوعين لهذه الخدمة، لكن الاصح هو الاعتماد على الطلبة وحاملي الشهادات والعاطلين، على الاقل يستفيدون من تكوين ومدخول وإن كان يبقى هزيلاً، فلنحافظ حق التلميذ في التمدرس من جهة ولنفتح الباب أما طلبة اعرف ماذا تعني لهم 7000 أو 10000 درهم مع الدخول الجامعي.