من يحمي حسن خيار؟!

في يونيو 2016 عين المجلس الإداري لقناة “ميدي1 تيفي” حسن خيار مديراً عاماً للقناة خلفاً لعباس عزوزي، ومنذ ذلك التاريخ ستبدأ القناة لإخبارية في فقدان بكارتها شيئاً فشيئاً لأن حسن لم يكن خياراً حسناً لقيادة الوجه الإخباري للمملكة، بل إنه سيكون الويل الذي لحق بهذه المؤسسة الإعلامية.
وإذا كان فيصل العرايشي يعتبرُ أخطبوط الإعلام السمعي البصري، وأكثر من طلب رأسه في 20 فبراير 2011، بل إن الزميل أحمد نجيم سبق وأن وشحه رتبة “الجنرال” في تعبير مجازي على كيفية تصوير الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة نفسه منذ 25 عاماً، فإن السؤال المطروح في إفتتاحية الأسبوع هو هل نحن أمام “ميني عرايشي” أو “عرايشي جونيور”، في ظل الصمت الرهيب من قبل الدولة على ما يرتكبه حسن خيار من أخطاءٍ داخل قناة “ميدي1 تيفي” ومن يحميه حتى في حالة الإساءة للملك وفي أكثر من مرة.
في سنته الأولى على رأس الإدارة أي في2017 سقطت الاذاعة في خطأ فادح حين تم قصف حكام دولة الإمارات واتهامهم بتهريب الأسلحة إلى ليبيا، وهو ما كاد يتسبب في أزمة مع دولة صديقة للمملكة قبل ان يضطر الراديو إلى الاعتذار في بلاغ رسمي.
توالت الأخطاء بعدما تلفظت صحافية بعبارة “الصحراء الغربية” في إحدى النشرات، وفي كل مرة يتم اختيار نهج النعامة، من خلال التضحية بالصحافيين كاكباش فداء.
معروف أن المغاربة من طنجة إلى الكورية، يمكن أن يناقشوا معك كل شيء إلا الثوابت والقضية الوطنية الأولى (مغربية الصحراء)، لكن قناة خيار سترتكب خطأ فادحاً مرة أخرى في نشرة الظهيرة عن الصحراء المغربية وقالت ان “تسلل المغرب الى المناطق العازلة استفزاز صارخ” وهو أمر خطير صدر عن قناة مغربية سيستغله خصوم المملكة قبل أن تعتذر القناة في بلاغ رسمي مجدداً.
وقد انضاف إلى هذا السجل الحافل بالفشل خطأ آخر لا يقل فداحة عن سابقيه، يتمثل في بث محطة “ميدي 1″، قبل أشهر تقريرا ضمن إحدى نشراتها الإخبارية باللغة الفرنسية، عبارة عن ربورطاج يقرب المستمعين من أجواء استقبال الأفواج المدعوة لأداء الخدمة العسكرية، حيث ينشد المجندون فيه أغنية فريق الرجاء البيضاوي الشهيرة “في بلادي ظلموني” التي تصور غياب الأفق وتنتقد ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب.
رمضان هذه السنة وفي أسبوع الأخير سترتكب القناة جرماً على مرتين وفي ظرف أقل من أسبوع في حق جلالة الملك بصفته أميراً للمؤمنين، ففي الدروس الحسنية التي ألقيت أمام الملك وملأت صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بها وبينما يسعد المغاربة برؤية الملك صمام الأمان بصحة جيدة، تخلف حسن خيار عن بث صور حديثة للدروس رغم توفرها في وكالة المغرب العربي للانباء والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وأما الجرم الثاني فهو عنوان غير مقبول حيث كتبت القناة ليلة القدر عبارة “ليلة القدر.. صورة أميرة المؤمنين بمسجد الحسن الثاني تغزو مواقع التواصل الإجتماعي”، وهي خطيئة لا تغتفر ما دام الأنشطة الملكية يجب أن تحظى بإهتمام خاص، ودستور 2011 في 46 ينص صراحة على أن “شخص الملك لا تنتهك حرمته، وللملك واجب التوقير والإحترام”.
بعد هذا الجرد لبعض السقطات التي عاشتها قناة “ميدي1 تيفي” في زمن حسن خيار المسيء لصورة الوطن ولصورة قناة بحجم ميدي1، يطرح سؤال من يحمي هذا المسؤول الذي أساء للصحراء وللملك في أكثر من مناسبة.
قبل سنوات نشرت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للقناة الثانية 2M صوراً للملك وهو يتجول بأحد شوارع تونس ويبادل مواطنين تونسيين التحايا والسلام، قبل أن ينبه الديوان الملكي القناة وإعتذرت سميرة سيطايل حينذاك على المباشر.
الديوان الملكي إعتبر في تلك الفترة أن الملك محمد السادس لم يكن في نشاط رسمي، لكن قناة “ميدي1 تيفي” اليوم تسيء لرئيس الدولة في أنشطة رسمية بأخطاء بداية، ولو كان حسن خبار مسؤولاً في المستوى لقدم إستقالة وإعتذر للملك ولرعاياه فهو بذلك يكون قد سقط في احترام الفصل 46 من الدستور.
أسباب هذا التراجع لا تختلف عن صور التراجع الكبير الذي يشهده المشهد الإعلامي بالمغرب، هو التفريط في الكفاءات والكوادر وممارسة الغضط على ما تبقى منها داخل القناة، لكن هناك من يحمي حسن خيار ونحن لا نعرفه.