في زيارته الأولى لجامعة سطات..الميداوي مطالب بالتحقيق في أعطاب كلية الحقوق

قبل نشر التحقيق المنتظر لـ “زون24” تحت عنوان: “السطو على منصب أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات”، تتجه الأنظار إلى الزيارة المرتقبة لعز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، المقررة يوم غد الثلاثاء. زيارة يُعلّق عليها عدد من النقابيين والأساتذة داخل جامعة الحسن الأول آمالاً كبيرة في أن تفتح النقاش حول الوضع المختل بكلية العلوم القانونية والسياسية، التي ترأسها العميدة حسنة كجي منذ سنوات بصمت خلالها على سلسلة من التعثرات والاختلالات البنيوية.
واحدة من أبرز الملاحظات التي تُسجل داخل الكلية، هي استمرار الكاتب العام في منصبه لأزيد من عشر سنوات، رغم أنه كان شاهداً على غلب الفضائح التي هزّت المؤسسة، وأسهمت في تشويه صورتها وضرب مصداقيتها. فهل يُعقل أن تبقى الإدارة على حالها، دون تقييم أو محاسبة، في كلية تخرج منها عشرات المحامين والقضاة والإداريين؟
الميداوي مدعو أيضاً للتوقف عند ما بات يُعرف بـ”التواصل الفوضوي”، حيث أصبح كل من هب ودب يقدم نفسه كمسؤول عن التواصل داخل الكلية، في وقت لا يحترم فيه بعضهم حتى جدول حصصه، بل ويتغيب بشكل متكرر عن مهامه البيداغوجية دون حسيب أو رقيب.
ومن النقط الجوهرية كذلك، ما يتعلق بالمسالك الحديثة للماستر، والتي تُثير الكثير من علامات الاستفهام سواء من حيث معايير اختيار الطلبة، أو طريقة إعداد البرامج، أو حتى جدوى بعضها في سوق الشغل. إن غياب رؤية استراتيجية واضحة، وتفشي منطق الولاءات الشخصية، يجعل من هذه المسالك مجرد واجهات براقة تخفي هشاشة عميقة.
ولا يمكن الحديث عن اختلالات الكلية دون التطرق إلى حالة التسيير الإداري التي يصفها كثيرون بـ”المرتبكة”، بسبب التضارب في القرارات.
فهل تحمل زيارة الوزير الميداوي نفساً جديداً لإصلاح ما يمكن إصلاحه؟ أم أنها ستكون مجرد محطة بروتوكولية تُضاف لسجل الانتظارات الطويلة داخل كلية تئن تحت وطأة أعطابها المزمنة؟