نقابات “السخافة”

العمل النقابي في المغرب يبدو أنه مجرد إشاعة، وخاصة نقابات الصحافة التي لم تقدم شيئاً للقطاع مع بعض الاستثناءات.
عرت إدانة موقع “زون24” ب60 مليون لفائدة المجلس الوطني للصحافة الذي زاغ عن السكة التي أحدث من أجلها، فلا النقابة الوطنية للصحافة المغربية ولا الاتحاد المغربي للشغل وجاكمته حركوا ساكناً في الملف مع مكالمات هاتفية من هنا وهناك بحجة الوساطة التي لم تحدث ولا انتظر حديثها.
سبب بسيط جدا لام حميد ساعدني الرجل الذي تقاعد من القناة الثانية لكنه مستمر في مديرية الأخبار بعقد عمل، وفي نفس الوقت ممثلاً لنقابة الميلودي مخاريق داخل اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، وأما النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي تقول على أنها الممثل الأكثر شعبية للصحافيين، فإن المطالب بالحق المدني يونس مجاهد ليس إلا قياديا فيها.
امهلت الكثير من الوقت للنقابتين المذكورتين للتعبير عن مجرد رأي في الموضوع، فقط لأن لي أصدقاء كثر هنا وهناك، بينما تحرك زملاء من داخل مجلس الصحافة، وآخرين ينتمون لهذه النقابات لكن بصفة شخصية.
القطاع المهني لم يعد يشرف البلد لبس فقط على مستوى التنظيم الذاتي للمهنة، بل حتى النقابات المفروض فيها الدفاع عن الصحافيين أو على الأقل محاكمة عادلة للزملاء، لكن نقابة يسيطر عليها الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، ستكرب على قضيتك إذا كان المشتكى ينتمي لحزب سياسي، سيصدر في حينه بيان تضامتي وستتحجج القيادة الوطنية إنه تضامن من الفره فقط.
تحولت نقابات الصحافة إلى نقابات “سخافة” لا حول ولا قوة لها، لا تقدم ولا تؤخر، ومواقفها جبانة، وتختار بعناية مع من تتضمن وعلى من تغض الطرف.