ساعدني على تركة سيطايل

خرجت قبل بضع دقائق من القاعة 07 بالمحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع في القضية التي يتابعنا فيها بطل “تضارب المصالح” وهو المؤشر على أننا في عهد حكومة عزيز أخنوش “اللي دوا يرعف” وإن هذا لا يرهبنا ما دمنا أمام سلطة قضائية مستقلة.
لا حديث في الاوساط المهنية في الساعات الاخيرة إلا عن حالة الفوضى التي تعيشها قناة 2M بعدما أوقف المتقاعد الممدد له حميد ساعدني الزميل وديع دادا مباشرة بعد الاعلان عن تأسيس تنسيقية للنقابة الوطنية المغربية بتلفزيون عين السبع، وهو ما قالت فيها نقابة عبد الكبير اخشيشن أنه لا يعدو ان يكون مجرد تصفية حسابات من مدير الاخبار المتقاعد الذي ينتمي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، وهو بالمنسابة يسيء لها بصرف النظر على أنها الأكثر تمثيلية داخل القناة.
يظهر بالواضح أن حميد ساعدني لا يصفي حساباته مع أعضاء النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بل انه ذهب مباشرة إلى تركة سميرة سيطايل، وطبعا وديع دادا هو واحد من ابناء “ماما سميرة” عندما كانت الماما تحكم القناة الثانية بقبضة من حديد، حيث وقعت عقوداً مع اشخاص يسمون أنفسهم محللون في مجالات مختلفة كلفوا خزينة القناة ملايين السنتيمات.
وهذا ما أكده ضمنياً محمد الوافي المنسق الوطني للجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والإتصال بالاتحاد المغربي للشغل، قي تدوينته المطولة، وهذا جزء منها “أن ما يقال ويتداول عن عدائنا لزملائنا المنتمين للنقابة الوطنية للصحافة العاملين بالقناة لا صلة له بالحقيقة، وإذا كنا نتنافس نقابيا، فإننا نتعاون مهنيا كل يوم وكل ساعة مع الزملاء المنتمين لهذه النقابة لتقديم منتوج يحترم الجمهور، ومنهم من يتحمل مسؤوليات كبيرة بالقناة، ومنذ سنوات طويلة (وهو ما يتنافى مع الترهات المنشورة هنا وهناك دون تحر وبعيدا عن أي حس مهني او سياسي)، وعلاقتنا مع الزميل دادا ومع المنتسبين للنقابة الوطنية للصحافة عادية، ولا أدل على ذلك من أن بعضهم، ومنهم الزميل دادا والزميل المنور، قد شاركونا مؤخرا احتفالاتنا بالعيد الأممي للشغل يوم فاتح ماي” انتهت الفقرة.
وسواء قال الوافي الحقيقة ام لا، فإن تدوينته مسجلة للتاريخ، ولا أعتقد أنه مارس السياسة و”قوالب” النقابة ما دامت الخصوم سيصلون إليها ويسجلونها في هواتفهم.
لنعد إلى حميد ساعدني، والذي ليس بيننا وبينه لا صداقة ولا عداوة، فهو في الاخير زميلٌ يسبقنا بسنوات طويلة في المهنة، ولنكن دقيقين في التوصيف لقد تقاعد صديقنا ومدد له، وهو يحتفظ بمنصبه عضواً في اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر.
حتى أن مصدراً نقابياً في مجلس الصحافة قال كلاماً خطيراً نعرضه للأمانة، قال إن “زملاء ساعدني في موقع القناة الثانية لم يحصلوا على بطائقهم إلى مناصف ماي، لان حميد كان يحتجز ملفاتهم وقد تم استغلال عطلة نصف شهر لمنحهم اياها”.
فكيف إذن نثق فيه وأنه لا يصفي حساباته النقابية مع وديع، بدعوى استغلال صورته المعروفة بسبب دوزيم، ولماذا لم يطبق القانون على زملاء آخرين ومنهم رشيد العلالي وصامد غيلان وهشام مسرار، و”مولات سطاسيون مديونة” ومنشطة “صباحيات 2M”
بالطبع نحن لسناَ ضد ما يقوم به الزملاء فوظيفة المنشط أو الصحافي أو المذيع لا تقف عند ما يقوم به داخل المؤسسة، بل إننا في حاجة لكل زملائنا في تنشيط التظاهرات والندوات وانتاج الخطاب، لكن تلفزة يجلس على كرسيها فيصل العرايشي ربع قرن كامل وربما يزيد عقداً زمنياً آخر، يمكن ان تتقبل فيها الممارسات الإنتقائية وديع في الاخير يبقى حائطاً قصيراً، لكن الآخرين لا يحدثهم أحد، حتى ان كثيراً منهم متعاقدون ومنتجون وغارقون في تضارب المصالح، تبقى عبارة “العام زين” و”سلام سلاح” للجنرال العرايشي كما يلقبه موقع “كود” هي اللغة السائدة..رحم الله تلفزيوننا.