افتتاحية

يتامى ONEE

وجد مئات المستخدمين والعاملين في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب منذ فاتح أكتوبر الحالي انفسهم بين مطرقة وظائفهم القديمة وسندان ضبابية الشركة الجهوية متعددة الخدمات بالدار البيضاء سطات التي باشرت عملها وسط حالة من الفوضى والتخبط.

الصورة القاتمة التي تصلنا من مقرات المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، توضح شيئاً واحداً هو أن ONEE قد توفي ويتاماه بقو ورثة بدون تركة، بعدما استولت هذه الشركة على كل شي، حتى حدود اليوم الاثنين 07 اكتوبر 2024، لا يزال عدد كبير من المستخدمين بدون عمل ولا يعرفون مصيرهم، بينما استفاد آخرون من هذا التحول للحصول على مناصب مهمة داخل SRM على الرغم من وجود شبهات حول أسمائهم، كما أشار إلى ذلك زميلنا وصديقنا مصطفى الفن، الذي تحدث في مقالات مطولة الاسبوع المنصرم عن ملفات كثيرة بهذا الشأن.

ولأن مصطفى الفن لا يكتب من فراغ، ولأنه يبقى واحدا من الأقلام الذهبية في هذا البلد، فلن نزيد أكثر عن ما قاله في موقع “آذار” وعن ناقوس الخطر الذي دقه، بشأن بعض الأسماء التي ستستمر في”تعمار الجيب” برواتب سمينة، فإن افتتاحية”زون24″ جاءت لتدق نواقيس خطرٍ أخرى.

عودة إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والطريقة الفجة التي طلق بها مستخدميه، فمنهم من قضى زهاء أربعة عقود من العمل، طمستها المراسلات التي سبقت خروج الشركة الجهوية متعددة الخدمات بالدار البيضاء، وهو ما اطلع موقعنا على بعض من حيثياته، حيث تُرك موضوع الترقيات ضبابياً، لم تتم الاشارة الى هذا الموضوع في كل المراسلات التي أصدرتها الإدارة العامة وتوصل بها معنيون بذلك.

ماذا يعني هذا، يعني الخيانة العظمى لكثير من المستخدمين الذين ضحو بالسنوات الطوال من أجل أن تبقى أربعة حروف وهي “ONEE” مشعة والأزرق وتنبض بالحياة طاقة وماءً.

الشركة الجهوية متعددة الخدمات التي أبانت منذ البداية عن شح مواردها، وهي تعتمد هوية بصرية بليدة قدمها تطبيق للذكاء الاصطناعي، ولم تكلف نفسها تنظيم ندوة صحفية لشرح خطوطها العريضة، ستجعل من مفهوم الاقدمية ينطبق على مستخدمي الكهرباء كما الماء و”ليديك” وهذا طبعا قسوة على “يتامى” لم يعد لهم ملجأ واضحٌ.

المصيبة الثانية هي أن جل من تم ترحيلهم من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح في الفاتج من أكتوبر الى اليوم بدون مكاتب ولا مقرات، بل حتى الاشتراك الخاص باستخلاص الفواتير للمواطنين معطل، هذا علما أن موضوع الشركات الجهوية يناقش لأزيد من سنة، وكان حريا بالمسؤولين عن هذا الشأن اتخاذ جميع الخطوات دون الوقوع في اللخبطة، لكن يبدو أن لا شيء واضح كما هو هذا التحول الذي لم نفهم الغاية منه، ما الغاية فعلاً من التخلي عن ONEE وتعويضه بSRM.

هذا التحول يحتاج تواصلاً مؤسساتياً خاصاً، ويتامى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يحتاجون لمن يحمي حقوقهم وتركتهم، وأما موضوع ارتفاع أثمنة الاستهلاك ورغم ما يسجل من وعود في الكواليس، فإن المغاربة سيدفعون ثمن هذا التحول غاليا.