“سيطافيكس”..قصة شركة على حافة النهاية بسبب عشوائية المدير المالي

تعيش شركة SETTAVEX بسطات، التابعة للمجموعة الإسبانية واحدة من أعقد أزماتها منذ تأسيسها، أزمة تحمل بين طياتها شبح فقدان الشغل لأزيد من 500 أسرة، وتهدد الاستقرار الاجتماعي في مدينة سطات. تتداخل في هذه الأزمة أطراف عدة، من إدارة محلية مرتبكة، إلى شركة أم تنشط بكفاءة في أوروبا، مروراً بتدخلات نقابية، وضغوطات برلمانية، وإشارات لاهتمام مستثمر أجنبي.
بدأت شرارة الأزمة حين لاحظ العاملون بالشركة تأخر صرف مستحقاتهم، وتراجع النشاط الإداري داخل المؤسسة، في وقتٍ كانت فيه الآلات لا تتوقف عن الإنتاج، بل وتُغرق الأسواق الأوروبية بمنتجات النسيج عالية الجودة، وهو ما أثار علامات استفهام حول مصير الأرباح والمداخيل. التحقيقات الأولية أظهرت أن الشركة الأم بإسبانيا، بقيادة رجل الأعمال مانويل رين ريدوندو، تشتغل بوتيرة طبيعية، وتواصل تصدير المنتجات دون انقطاع، ما يبرز أن الأزمة محلية بالأساس، وتحديداً في مستوى التسيير المالي للشركة بسطات.
فوفق مصادر “زون24″، فإن الأموال الناتجة عن التصدير لا تصل إلى الحساب المغربي كما هو مفترض، مما خلق خللاً كبيراً في التوازن المالي المحلي للشركة.
تُوجه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى المدير المالي بالشركة، الذي يتهمه العاملون والنقابة بتسيير “عشوائي” للمؤسسة، وعدم التزامه بالاتفاقات، لا مع العاملين، ولا مع المؤسسات الداعمة للشركة، وعلى رأسها الأبناك. وكنتيجة لذلك، تفاقمت الديون، وتراكمت الفواتير، وانعكس الأمر سلباً على الأجور وأداء المؤسسة. وفي خطوة وُصفت بـ”الغير مسؤولة”، أقدمت الشركة الجهوية متعددة الخدمات بسطات (RADEEC) على قطع خدمات الماء والكهرباء عن مقر الشركة، بعد تماطل الإدارة المالية في أداء ما تم الاتفاق عليه، ما زاد من حدة الأزمة، وكاد يعصف بما تبقى من أمل لدى المستخدمين.
لم تقف الأمور عند الاحتقان الداخلي، بل وصلت إلى قبة البرلمان. فقد طرح نائب عن حزب الحركة الشعبية بسطات سؤالاً كتابياً على وزير الصناعة والتجارة رياض مزور حول الوضع المقلق داخل SETTAVEX، محذراً من عواقب هذا الشلل الإداري على السلم الاجتماعي في المدينة، ومطالباً بتدخل عاجل لإنقاذ الشركة ومناصب الشغل.
في ذات السياق، لعبت نقابة الاتحاد المغربي للشغل دوراً بارزاً في الدفاع عن العمال، حيث نظمت احتجاجات، وقدمت مقترحات حلول للإدارة، منها ضرورة تفعيل آلية الوساطة مع الأبناك، وتسوية الوضعية القانونية والضريبية للشركة، وإعادة هيكلة تسييرها المالي.
في تطور جديد، اجتمع المدير المالي اليوم الخميس مع مجموعة من العاملين، محاولاً طمأنتهم بأن النقاش مع الأبناك متقدم، وأنه تم إحراز تقدم في اتجاه تسوية الأزمة، معبراً عن تفاؤله بمستقبل الشركة في الأمد القريب. غير أن العديد من المستخدمين عبّروا عن حذرهم من هذه التصريحات، التي يرونها “متكررة دون نتيجة ملموسة”.
وسط هذا الوضع القاتم، علمت “زون24” من مصادر موثوقة أن مستثمراً صينياً أبدى رغبته في دخول رأسمال الشركة، وإعادة تأهيلها، عبر ضخ استثمارات جديدة وإعادة هيكلة الإدارة المالية. ويمثل هذا الخبر بارقة أمل قد تعيد الحياة للشركة، وتُجنب سطات كارثة اجتماعية حقيقية.
رغم كل ما عاشته SETTAVEX بسطات من مشاكل داخلية وتسيير مرتجل، تبقى الفرصة قائمة لإنقاذ الشركة، خصوصاً مع بروز بوادر انفتاح على الاستثمار الأجنبي، وتزايد الضغط النقابي والسياسي على الإدارة والوزارة الوصية. لكن، يبقى مستقبل 500 أسرة معلقاً بمدى صدق الوعود، وجرأة القرارات، وإرادة الإنقاذ قبل فوات الأوان.