“سفاح العلوة” يهز بن أحمد..أسلحة وهواتف مسروقة والتحقيقات تكشف مفاجآت جديدة

بين جدران زنزانة انفرادية بالسجن الفلاحي، يقضي “سفاح العلوة” أيامه الأولى، بينما ينكب قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسطات على جمع خيوط الجريمة قبيل جلسة الاستنطاق التفصيلي المنتظرة في 20 ماي المقبل. في الأثناء، تتواصل التحقيقات في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مدينة بن أحمد، والتي أعادت إلى الواجهة ملفات التهميش، والتراجع الأمني الذي ينهش المدينة في صمت.
وكشفت مصادر أمنية مطلعة لـ”زون24″ عن معطيات صادمة تم التوصل إليها خلال عمليات التفتيش التي باشرتها الأجهزة المختصة، حيث تم العثور بمنزل الجاني على 11 هاتفاً نقالاً يُشتبه في كونه تحصل عليها من عمليات سرقة، إضافة إلى أسلحة بيضاء متنوعة من سكاكين ومنشور، إلى جانب مواد خطيرة من بينها “الماء القاطع”، فضلاً عن متحصلات أخرى عبارة عن ملابس يُعتقد أنها تعود لضحايا محتملين.
في سياق متصل، أكدت مصادر “زون24” أن تعليمات الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بسطات دفعت بعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء للدخول على خط التحقيقات، مما يعكس خطورة الملف وتشعباته المحتملة.
وفي الوقت الذي التزم فيه الجاني الصمت خلال جلسة الاستنطاق التمهيدي، إذ لم يعترف بارتكاب الجرائم المنسوبة إليه، إلا أنه لم ينكر ملكيته للأسلحة البيضاء التي تم ضبطها، ما يضعه أمام دائرة الشك الكبيرة، في انتظار ما ستكشفه باقي مراحل التحقيق.
من جهة أخرى، لا تزال فرق الوقاية المدنية تواصل تمشيط عدد من أحياء المدينة ونواحيها، بحثاً عن أدلة إضافية قد تكشف مصير ضحايا آخرين محتملين، وسط حالة من القلق والتوجس في صفوف الساكنة التي صُدمت من حجم الجريمة.
وعبّر عدد من سكان بن أحمد عن غضبهم من التراجع الأمني الذي لمسوه في الأشهر الأخيرة، خصوصاً منذ تعيين رئيس المفوضية الجديد القادم من الدار البيضاء، مشيرين إلى تفشي مظاهر دخيلة على مدينة لطالما عُرفت بالعلماء والسلم والأمان. وبالرغم من التفاعل الجدي لوالي أمن سطات مع نداءات سابقة نشرتها “زون24″، إلا أن التراخي الذي أبداه بعض رجال الأمن وأفراد من السلطة المحلية، زعزع الشعور بالأمان لدى المواطنين.
جريمة “سفاح العلوة” لم تكن فقط حادثاً إجرامياً عابراً، بل صفعة قوية تعيد بن أحمد إلى واجهة النقاش العمومي حول التهميش والنسيان الذي طال المدينة، وتدق ناقوس الخطر حول الحاجة الملحة لإعادة الاعتبار لها أمنياً وتنموياً، قبل أن تتحول إلى بؤرة جديدة للفوضى والإجرام.