من “الطعن في الرموز” إلى “مغازلة العرش”: هشام جيراندو في مواجهة ثوابت المملكة

في خضم التحولات التي يعرفها الفضاء الرقمي المغربي، يبرز نموذج هشام جيراندو كحالة تستحق الوقوف عندها، ليس فقط بسبب تقلباته الخطابية بين ليلة وضحاها، بل لأن هذه التحولات تمس الثوابت الراسخة للمملكة: الله، الوطن، الملك.
جيراندو الذي بنى لنفسه صورة “معارض شرس” لكل ما هو مؤسساتي، والذي لم يتوانَ في الإساءة إلى رموز الدولة وكرامة المواطنين، يبدو اليوم وقد استنفد كل أوراقه في لعبة الابتزاز والتهجم، ليظهر بوجه جديد: وجه المغازل لعرش المملكة ولجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في محاولة مكشوفة لإعادة تموقعه داخل المشهد.
لكن، قبل أن يحدثنا هشام جيراندو عن الوطن والوطنية، من الأولى أن يُراجع نفسه أمام الله. فليس من الوطنية في شيء أن تبني شهرتك على تلفيق التهم، وأن تطعن في شرف الناس، وأن تتعمد تشويه المؤسسات وتبخيس مجهودات الدولة. الوطن ليس ساحة للتشفي، والملك ليس وسيلة للهروب إلى الأمام بعد فشل كل أساليب الإثارة والتضليل.
الثوابت المغربية ليست مجرد شعارات تُردد عند الحاجة. إنها قيم مترسخة في وجدان الشعب المغربي، نابعة من تاريخه العريق، ومن الإجماع الوطني حول المرجعيات الدينية والمؤسساتية والسياسية. الله هو مرجع المغاربة في سلوكهم ومواقفهم. الوطن هو الكرامة والوفاء والمسؤولية. والملك هو رمز الوحدة والسيادة والاستمرارية.
التقلبات الخطابية لا تنطلي على المغاربة، فهم شعب واعٍ يميز بين من يخدم الوطن بإخلاص، ومن يتقن فقط التلون حسب المصالح. وجلالة الملك، بما يمثله من شرعية تاريخية وشعبية، لا يُخاطب بالمزايدات، بل تُخاطبه القلوب الصادقة والنوايا الخالصة.
إن احترام الثوابت ليس خيارًا انتقائيًا، بل هو مبدأ لا يقبل التلاعب. ومن أراد الحديث عن الوطن، فعليه أولاً أن يصالح نفسه مع الحقيقة، ومع القيم، ومع المغاربة.