عناق حار بين السينما والصحافة

حسن المولوع: مدير نشر “الأنباء بوسط”
هذه ليس مجرد صورة عادية بل تجسيد لقراءة أعمق، بين الفنان سعيد النصيري والصحافي حميد المهدوي. فما يجمعهما هو احتضان الشعب لهما، ذلك الشعب الذي أصبح أكثر وعيًا ويدرك الصالح من الطالح.
السينما والصحافة، رغم اختلاف طبيعتهما، تجمعهما علاقة تكاملية وثيقة ، فكلاهما يسعى إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية، ولكل منهما دور في تشكيل وعي الجمهور ونقل الرسائل المؤثرة.
الصحافة تنقل الأحداث الآنية بموضوعية وسرعة، بينما تعيد السينما بناء هذه الأحداث بشكل درامي أو توثيقي، مما يتيح للجمهور فرصة التفاعل العاطفي والفكري مع القضايا. من هنا تأتي الأفلام التي تستلهم ثورات الشعوب أو تفضح الفساد، حيث تتحول التقارير الصحفية إلى مادة سينمائية غنية وملهمة.
الصحافة تعد مصدر إلهام مهم للسينما، حيث توفر قضايا وشخصيات حقيقية تتحول إلى أعمال إبداعية تجذب الجمهور. وبالمقابل، تثير السينما النقاشات العميقة حول المواضيع التي تتناولها الأفلام، فتفتح آفاقًا جديدة أمام الصحافيين للتحليل والتغطية. وهذا التفاعل المتبادل يساهم في تعزيز الوعي الجماعي وتحفيز التفكير النقدي لدى الجمهور.
الآن نعود إلى سعيد النصيري وحميد المهدوي ، فلقد استطاعا أن يخترقا قلوب الشعب والتأثير عليه وبقي الإعلام التقليدي يتفرج بعدما هاجره هذا الشعب، إذ أن منصة اليوتيوب اتاحت لهما كسر كل الحواجز ونشر الوعي بين المغاربة.
رغم المضايقات التي يتعرض لها الصحافي حميد المهداوي والفنان سعيد الناصيري الا أن ابداعهما يجعلهما يمضيان في الطريق الصحيح دون مبالاة لسعار حملات التشهير التي لن تنال منهما طالما أنهما يتوفران على حماية شعبية مطلقة