وجهات نظر

ياسين حسناوي يكتب: حينما رفض برّاوي أن يكون كاتباً للدولة

عشت سنوات مهنية مع الراحل جمال براوي سواءٌ مقدماً للبرنامج الإخباري “آش واقع” أو البرامج الخاصة بتحليل الخطب الملكية التي كان يحضر فيها معي محللاً سياسيا وإقتصادياً، كان الراحل خفيفاً على القلب، كنا نتشارك أطراف الحديث من الإثنين إلى الجمعة قبيل انطلاق البث المباشر، وقد أسرّ لي جمال بالكثير من القصص التي لا أنساها.

مرة شدني الفضول وهو يناديني في بداياتي بجملة “الصحافي المزابي الكبير”، سألته، ماذا إستفدت من تجربة الإتحاد الإشتراكي رغم أنه إجتمع فيك ما تفرق في غيرك؟

كنت أعرف أنه رجلٌ زاهدٌ لا يبتغي شيئا من الحياة سوى أن يعيشها بكل الحرية الممكنة، حكى لي جمال عن كواليس سبقت حكومة التناوب التي قادها الراحل عبد الرحمان اليوسفي رحمة الله عليه، اقترح اليوسفي نفسه على جمال براوي حقيبة كاتب دولة، لكن الرجل رفضها بدون تردد.

قلت ” كيفاش أبا جمال رفضتي حقيبة كاتب دولة ومع اليوسفي وفي تجربة التناوب، أنت أحمق”، إبتسم وهو يغازل سيجارته، وقال “يا هاد المزابي أنا كنبغي نعيش حياتس اللي كنعشقها بعيداً على الكاميرات وعلى عناوين الصحافة”.

الدرس المستخلص من هذه القصة ومن قصص عديدة عاشها جمال براوي صحافيا ورجل سياسة، سنرويها في حينها، يبقى “القناعة شيء ثمين في هذا العالم”..رحم الله جمال وعزائي لعائلة وأصدقائه.