ملف التعليم..الحاجة إلى تدخل الملك

في محاولة إنقلاب الصخيرات، يوليوز 1971، كما يحكيها المرحوم محمد الرايس في مذكراته “من الصخيرات إلى تازمامارات-تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم”، قال إن الملك الحسن الثاني خرج رفقة مرافقيه من مخبئه في القصر فألقى طلبة اهرمومو التحية على الملك وشرعو في تنفيذ أوامر، وفي إنقلاب البوينغ سنة 1972، قال الرايس في نفس المذكرات عبارة “البركة الملكية” انقذت الملكية من جديد، فيما قال الملك في حواره مع الصحافي الفرنسي “إيريك لوران” ضمن صفحات كتاب “ذاكرة ملك”، إن ملكاً تتم بيعته لا يمكن الانقلاب عليه بهذه السهولة.
وفي عهد الملك محمد السادس، تبقى ابرز ذكراه “الإنصاف والمصالحة” وإن كان النقاش اليوم على التراجعات بسبب مجموعة من المتدخلين، تبقى هذه الذكرى علامة ثقة بين الشعب والملكية، وإلى تاريخ قريب جداً، وهو 20 فبراير 2011، بحيث اندلعت شرارة الربيع العربي ونجحت معظم الثورات في إسقاط الأنظمة وهلكت بعدها هذه البلدان، في المغرب لم يطلب أبداً إسقاط النظام، بل كانت مطالب إجتماعية وإقتصادية، وبينما لم يدم حكم حركة النهضة في تونش طويلاً، وفشل الإخوان في مصر، نجح الإسلام السياسي بلون العدالة والتنمية في قيادة الحكومة لولايتين، وأغلق النظام المغربي الباب امام المتربصين بمن فيهم الإمارات.
هذه مقدمة مختصرة جداً عن علاقة الثقة بين الشعب والمؤسسة الملكية، وبينما يفقد المواطن الثقة في السياسيين تبقى الثقة في المؤسسة الملكية وشخص الملك محمد السادس.
سبب النزول، هو الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أسابيع بسبب “نظام المآسي” عفواً “النظام الأساسي” الذي أقره شكيب بنموسى وزير الداخلية الاسبق، ورئيس لجنة النموذج والوزير الحالي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية، مسؤول ضحى بمدير مواردها البشرية بعدما كان لهذا الاخير جزء يسير من المسؤولية على صيغة النظام الأساسي، ثم قدمه إلى الإعلام في عز الازمة، فانهى مهمته معفيا وكذب علينا بالقول إن الاعفاء جاء بناءً على رغبة بنزرهوني.
الوزير الذي لا يعرف ما يقدم ولا ما يؤخر، يعتقد أن تقديم مدير الموارد البشرية كبش فداء سيغيب الإحتجاجات والإضرابات، واهم رئيس الحكومة الذي ركب على عبارة “النية” في خطبه ود الاساتذة للعودة إلى الأقسام، النية بقيت في قطر مع وليد الركراكي، فلا يمكن للنية و”قلة النية” أن يلتقيان.
لماذا نحتاج اليوم لتدخل ملكي، الملك يعتبره الجميع أباً لكل المغاربة، الاستاذ المقهور الذي يعاني من شطط الوزراء المتعاقبين ومن سياسات صندوق النقد الدولي، يرون في الملك أباهم الذي يشكون له، وأسر التلاميذ من الطبقة الفقيرة وقليل من طبقتنا المتوسطة السائرة في الانقراض، أيضا لا ملجأ لهم بعد الله إلا الملك محمد السادس، تضيع أيام أبنائهم بسبب اضرابات خلقتها حكومة الشركات وشردتهم.
من قال للمغاربة في 2021 إنهم “يستاهلو احسن” فأمطرهم بدراهم زيادات في المحروقات والمواد الغدائية وكرس سياسة الغني يزداد غنى، والفقير يزداد فقراً، هل يمكن الوثوق فيه اليوم؟
إن هذا الشعب العصامي والمتضامن في حاجة إلى المونديال وتربية الأجيال، وفي حاجة إلى محاسبة كل المسؤولين على ما وصلت إليه البلاد من فساد وتفقير للطبقة الوسطى، وسرقة جيوب المواطنين، ملف التعليم يحتاج تدخلاً ملكياً، لا ثقة إلا في الملك.