الأجيال والمونديال وحكومة أخنوش

“تعليم الأجيال قبل المونديال”، هذه جملة تتصدر الترند في المغرب، وتتناقلها كبريات وسائل الإعلام في العالم، هو تعبير على غضبة أسرة التعليم في المغرب، على إثر إستمرار الإحتجاجات والإضرابات ضد “نظام بنموسى المشؤوم”، حيث تحالفت الأغلبية الحكومية ضد الأساتذة وساندت وزيراً يداه ملطخات بالدماء في المجزرة القمعية لسيدي إيفني، عندما كان وزيراً للداخلية.
كان الطلبة في الجامعات يرفضون “عسكرة” مؤسسات التعليم العالي، فجاء زمن انتقل فيه محمد حصاد من الداخلية إلى التعليم، ونفس الشيء مع شكيب بنموسى، وعكست الآية مع السعيد أمزازي، الذي عين مؤخراً واليا.
إن وصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم الاخيرة، والتي أقيمت في قطر، لا يختلف إثنان ولا يتناطح في ذلك عنزان على أنه نجاح بلد بأكمله ملكاً وشعباً، والظفر بتنظيم “كان2025″ و”مونديال 2030” المشترك مع الجارتين إسبانيا والبرتغال، وإنجاز الأولمبيين ومعهم منتخبات السيدات، والفرق الوطنية وعلى رأسها الوداد ونهضة بركان، إلا أن خلل ميزان الدولة في التعدي الواضح والصريح على معلمي “الأجيال” جعل وسم “تعليم الأجيال قبل المونديال” أكثر واقعية، البلاد لن تنمو بالكرة وتنظيم التظاهرات، ستأتي 2025 وبعدها 2030، وكل الملايير التي سيصرفها فوزي لقجع، ستظهر للعالم مدة 30 يوماً، بينما كلفة قتل التعليم سيجلها العالم لعقود طويلة من الزمن، ونحن هنا نتساءل أي أجيال سنصل بها إلى مونديال 2030، ألا يقارن أخنوش والقجع وبنموسى وغيرهم من “حكومة الشركات” المستوى التعليمي لاسبانيا والبرتغال، وسقف الاجور هناك، وجودة المدارس وفعالية المقررات الدراسية، وهذا هو ما يغضب شعباً بأكمله عن سياسات غير متساوية.
حكومة أخنوش يمكن وصفها بأكثر الحكومات فساداً، حكومة أنهكت كل الفئات وهي تتجه إلى القتل النهائي للطبقة المتوسطة، أنهكت المقاولات الصغرى في الضرائب، وخرجت بنظام أساسي معيب تحاول فرضه على الاساتذة، ورفعت الأسعار إلى مستويات خيالية، كيف وهي حكومة شركات، ودون العودة الى التفاصيل، أخنوش لوحده يملك شركات في مجالات مختلفة ومتعددة، فهو الذي يرفض إستفادة المنتخبين من دعم لجمعياتهم بحجة التنافي، يفوز بالصفقات الخاصة بتحلية مياه البحر.