مجتمع

جريمة “المسجد الأعظم”..تقصير السلطة

سادت أجواء من الرعب والذهول في صفوف ساكنة مدينة بن أحمد، عقب الجريمة البشعة التي هزّت المسجد الأعظم، والتي نُسبت إلى الملقب بـ”سفاح العلوة”.

الجريمة التي ما تزال تفاصيلها تتكشف تباعاً خلّفت وراءها صدمة جماعية، وسط مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا.

موقع “زون24″ توصل بصور ومقاطع فيديو حصرية، تكشف عن حجم الفظاعة التي رافقت تنفيذ هذه الجريمة، إلى درجة يصعب معها النظر إلى بعض المشاهد التي توثق الحدث. وتُظهر هذه المعطيات حجم الخطر الذي كان يشكله الجاني، في ظل ما وصفه سكان المدينة بـ”تقصير واضح” من قبل السلطات المحلية.

وفي تصريحات مثيرة، نقلها موفد “زون24” من قلب بن أحمد، أكد العديد من السكان أن الجريمة لم تكن مفاجئة بالنسبة لهم، بل جاءت كنتيجة طبيعية لإهمال مزمن في التعامل مع ملف المختلين عقلياً والمرضى النفسيين، الذين أصبحوا يجوبون الشوارع دون رعاية أو رقابة. ووجه المتحدثون أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى باشا المدينة، إلى جانب قياد المقاطعتين الأولى والثانية، معتبرين أن تقاعسهم في اتخاذ التدابير اللازمة هو ما سمح بوقوع هذه الكارثة.

وفي مفارقة تثير الاستغراب، أفادت مصادر مطلعة بوجود قرابة ستين شكاية ضد المعني بالأمر، وُضعت لدى المصالح المعنية في فترات سابقة، إلا أنه ظل حراً طليقاً، دون أن يتم التعامل مع هذه التحذيرات بالجدية المطلوبة.

على الصعيد الأمني، ورغم الجهود المشهودة التي يبذلها بعض عناصر مفوضية الشرطة في بن أحمد، إلا أن الساكنة لاحظت تراجعاً لافتاً في مؤشرات الأمان، خاصة منذ تعيين الرئيس الحالي للمفوضية، حيث ارتفعت معدلات السرقة، وتنامت مظاهر تجارة المخدرات والاعتداءات، في مشهد يثير القلق بشأن مستقبل المدينة وسلامة مواطنيها.

ويُذكر أن “زون24” سبق أن وجه نداءات متكررة لوالي أمن سطات، من أجل التدخل العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها، وتدارك حالة الانفلات التي بدأت ملامحها تتضح بشكل مقلق.

الساكنة اليوم تطالب بالتحقيق الشامل والعاجل في ملابسات هذه الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عن أي تقصير، حماية لأرواح المواطنين وضماناً لأمنهم وطمأنينتهم.