السلطة الرابعة

سلسلة “صلاح وفاتي”..نجاح جماهيري وتدبير إنتاجي متفوق

تواصل السلسلة الكوميدية “فاتي وصلاح”، التي أنتجتها شركة SW Media لمالكها الزميل إدريس شحتان، تحقيق نسب متابعة قوية ومتزايدة، وفقًا لما كشفت عنه أرقام “ماروك ميتري” لقياس نسب المشاهدة.

بهذه الأرقام المهمة، نجحت السلسلة في جزئها الثالث في ترسيخ نفسها ضمن أهم الإنتاجات الكوميدية التي بُثَّت على القناة الأولى خلال السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق، قال الناقد والمحلل التلفزيوني توفيق ناديري في تصريح خص به موقع “زون24” إن تحليل هذه السلسلة وفق معايير دقيقة يسمح لنا بالحديث عن ظاهرة تلفزيونية خاصة، استطاعت أن تدخل ذاكرة ووجدان المغاربة بكل موضوعية وتجرد.

وأوضح ناديري أن هذه السلسلة تُشكِّل استثناءً من حيث آلية الإنتاج، حيث إنها تندرج ضمن الإنتاجات الممولة من خارج ميزانية القناة الأولى، ما يعني أنها إنتاج ذاتي بتمويل إعلاني صرف.

وأضاف أن هذه الآلية القانونية تجعل الجهة المنتجة مسؤولة بشكل كامل عن نجاح العمل وضمان تصدره قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة، وهو ما نجحت فيه الشركة المنتجة بامتياز.

وأكد الناقد ذاته أن الحديث عن هذه الظاهرة يبرره الإقدام على إنتاج جزء ثالث، وهو أمر غير مسبوق، باستثناء تجربة “الكوبل”، التي عرفت تغييرات على مستوى الشكل والمضمون. وأشار إلى أن هذا النجاح يضع مسؤولية كبيرة على فريق الكتابة والسيناريو، إلى جانب ثقة القناة في جودة المحتوى من الناحيتين الفنية والإعلانية.

وأشار ناديري إلى أن انفتاح النص الأصلي على تطور الأحداث منح مساحة كافية لتقديم عمل منسجم ومتكامل، بُني بشكل صحيح وقابل للتطوير مع الحفاظ على ثباته، وهو تحدٍّ معقد نجح فريق الكتابة والإعداد والإنتاج في التغلب عليه. ويعود هذا النجاح جزئيًا إلى الأداء اللافت والمؤثر لكل من عبد العالي لمهر (طاليس)، فدوى الطالب، وباقي أعضاء فريق العمل الثابتين منهم والمتغيرين.

وختم ناديري تصريحه بالتأكيد على أن مثل هذه التجارب الناجحة، سواء على المستوى الفني أو الإنتاجي، تستحق الاحترام والتقدير من الجمهور. كما عبّر عن أمله في أن تُشجَّع مثل هذه المبادرات، وأن تُتاح لها الفرصة لإنتاج أعمال أكبر وأضخم، خاصة أن الأجزاء الثلاثة السابقة قدمت مؤشرات واضحة على إمكانية تحقيق النجاح فنيًا وجماهيريًا وإنتاجيًا، سواء في الدراما أو الكوميديا، التي قد تشرف عليها الشركة المنتجة مستقبلاً.