هل يُفتحُ تحقيقٌ قضائي مع المدير المالي لشركة SETTAVEX بسطات؟

تعيش شركة SETTAVEX، المتخصصة في صناعة النسيج بمدينة سطات، على وقع أزمة خانقة تهدد مئات الأسر التي تعتمد على أنشطتها لكسب قوت يومها. فبعد سنوات من الريادة في قطاع النسيج، وجدت الشركة نفسها اليوم في دوامة من المشاكل المالية والإدارية التي باتت تهدد استمرارها، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الوضعية والمسؤوليات المترتبة عنها.
المتتبعون للشأن الاقتصادي في المنطقة يرون أن جزءاً كبيراً من الأزمة يعود إلى سوء التسيير المالي، حيث تشير المعطيات المتوفرة إلى وجود قرارات إدارية ومالية لم تكن في صالح الشركة، ما أدى إلى تفاقم ديونها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها تجاه العمال والموردين. وقد ازدادت الأمور سوءاً مع التراجع العام الذي شهده قطاع النسيج على الصعيد الوطني والدولي، إلا أن الوضع في SETTAVEX كان أكثر تعقيداً بسبب غياب رؤية استراتيجية واضحة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة.
العمال، الذين يزيد عددهم عن 500 شخص، يعيشون اليوم حالة من القلق والترقب، خصوصاً بعد تراجع نشاط الشركة وعدم صرف مستحقاتهم المالية في الوقت المحدد. هذا الوضع دفعهم إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بتدخل عاجل لإنقاذ الشركة من الإفلاس المحتمل، إذ أن استمرار الأزمة يعني تشريد مئات العائلات التي تعتمد على هذه المؤسسة في تأمين قوتها اليومي.
في ظل هذه المعطيات، تبرز مسؤولية المدير المالي الذي كان يشرف على تدبير الموارد المالية واتخاذ القرارات المرتبطة بالمصاريف والاستثمارات. فهل تم تدبير أموال الشركة بالشكل الصحيح؟ هل كانت هناك تجاوزات أو اختلالات في التسيير المالي ساهمت في تعميق الأزمة؟ هذه الأسئلة وغيرها أصبحت اليوم ملحة وتحتاج إلى إجابات واضحة من الجهات المسؤولة.
أمام هذا الوضع، أصبح من الضروري تدخل السلطات المختصة لفتح تحقيق شفاف ومعمق في الأسباب الحقيقية التي أوصلت SETTAVEX إلى هذه المرحلة الحرجة، وتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوق العمال وضمان استمرارية الشركة. فلا يمكن السكوت عن وضعية تهدد مصدر عيش مئات الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
الرهان اليوم هو إنقاذ SETTAVEX من الانهيار واستعادة توازنها المالي والإداري، وهو أمر لن يتحقق إلا من خلال مقاربة شاملة تعتمد على المساءلة والشفافية، وتضع مصلحة العمال واستمرارية الشركة فوق كل اعتبار.