هولدينغ العرايشي وإعادة تدوير التفاهة

تنفس المواطنون في الأيام الماضية الصعداء بعد قرارات النيابة العامة وخاصة بمدينة الدار البيضاء، وهي تفتح تحقيقات مع أشخاص عرفوا بنشر التفاهة عبر منصات التواصل الإجتماعي، منهم الآن من صدر في حقه حكم ابتدائي بالحبس ومنهم من لا يزال قيد المحاكمة.
تجربة الحرب على التفاهة، تجربة مهمة لاعطاء صورة عن مغرب مونديال 2030، غير أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لها رأي آخر في الموضوع عنوانه “المال السايب والتفاهة”.
إذا كانت قد تحولت أو أنها في طور التحول الشامل لتصبح “هولدينغ” يرأسه شخص خالد في منصبه لربع قرن إسمه فيصل العرايشي لم يقدم أي إضافة نوعية للمشهد الإعلامي غير بعض التعيينات المحسوبة التي راقت المهتمين بالشأن الإعلامي المغربي، لكنه في الآن ذاته عاد للمال السايب من أجل وضعه في جيوب من ينتج برامج تافهة مكررة لا قيمة لها ولا ادل على ذلك تفاعل المغاربة معها في مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت القناة الأولى في بث برنامج “مع الفاميلا” وتقول عنه الشركة الوطنية للإذاعة إنه “توك شو سمته الترفيه وهدفه المساهمة في صنع لحظات من الفرجة العائلية. “مع الفاميلا” هو برنامج يجمع بين الترفيه وخلق لحظات ممتعة. يقدمه مراد العشابي، المعروف بإثارة القضايا والأحداث بطريقة طريفة. يجمع “مع الفاميلا” بين الخفّة والجدّة، حيث يطرح مواضيع وقضايا متنوعة بطريقة ترفيهية وشيّقة، من خلال حوارات حية مع ضيوف من المشاهير، يتداولون خلاله الحديث والمعلومات، مما يؤدي إلى لحظات غامرة من الضحك والمشاعر المختلفة بتنوع فقراته”.
هذا هو نصف الكأس الفارغ من قصة، بحيث لم تقل الشركة إنه مجرد استنساخ لبرنامج قدمه نفس المنشط في قناة MBC5 السعودية الموجهة للمغاربة، والتي خلقت وتخلق عقدة لفيصل العرايشي بحيث أضحت انتاجاتها الدرامية تزاحم انتاجات شركة العرايشي التي يستحوذ على شقها الأكبر “عطاشة في دار البريهي”.
ولا “المال السايب يعلم السرقة” ونحن هنا لا نتهم أحدا بسرقة أي شيء، غير أن المال العام الذي يتم دفنه في مثل هذه البرامج التي لا تقدم أية إضافة للمشهد يثير الكثير من التساؤلات.
في القناة الثانية التي تبث برنامج المسابقات الغنائية “ستار لايت” لاكتشاف المواهب، منطقيا مقبول ما دام هناك مواطنون مهتمون بالجانب الترفيهي في تلفزيون قيل لنا إنه عمومي، لكن لا معنى أننا “نديرو الخاطر لرشيد العلالي حينت هشام مسرار كينشط ستار لايت”.
بثت قناة عين السبع أول حلقة لبرنامج “النجم الشعبي” وبصرف النظر عن الفضيحة التقنية المتعلقة بالصوت، فإن برنامجاً كهذا يثير أمرين مهمين:
الأول هو غياب الإبداع بحيث نسخ رشيد العلالي تفاصيل “ستار لايت” ووضعها في برنامج وكأنه يقول بصوت عالي “وا هشام مسرار راه ماشي بوحدك لي غادي تقدم برنامج ديال الأصوات”.
والثاني هو خلق الشرخ بين الألوان الفنية الأخرى وأخص بالذكر الحسانية والأمازيغية والجبلية، وهذه الأمور لا تعنيهم طبعاً ما دامت القصة فيها “خاطر رشيد العلالي” الذي سيحتكر القناة ليومين متتالين وفي “برايم تايم”.
وبينها يشجع فيصل العرايشي على برامج التفاهة الترفيهية يعدم حق آخرين في مشاهدة برامج سياسية واقتصادية وثقافية، ناهيك عن استمرار المتقاعدين الذين لا يقدمون شيئا للمشهد السمعي البصري غير استنزاف ميزانيته كما هو الشأن بالنسبة لموقع الإخباري الذي لا يوجد له له أثر في دفتر التحملات.