الحرب على التفاهة

تقود النيابة العامة بالمغرب مؤخراً حملة غير مسبوقة للقضاء على التجاوزات التي يقترفها من يسمون أنفسهم “مؤثرون” وبينهم والتأثير مسافة الأرض بالسماء، وهم ينتجون خطابات تافهة وتسيء بسمعة وطن بأكمله.
هذا التحرك الذي خلق إرتاياحاً كبيراً وسط المجتمع المغربي، جاء نتيجة تحرك شكايات بعضها من جمعيات المجتمع المدني الذي قامت اخيراً بأحد أدوارها الرئيسية.
ملامح مغرب مونديال 2030 بدأت في التشكل وعلى مستويات عديدة ضمنها ضبط ما يتم نشره وترويجه بمواقع التواصل الاجتماعي، وتبقى خطوة كبح صحافة التشهير وإنهاء عمل المؤسسات التي لا تنضبط لاخلاقيات المهنة التي لا تضبطها أصلا اللجنة المؤقتة لتغيير شؤون قطاع الصحافة والنشر (المجلس الوطني للصحافة).
إن هناك إشارات قوية اليوم من الدولة لإصلاح قطاع الصحافة غير ذلك الذي يسوق له محمد المهيدي بنسعيد، وهو يقوي حضور المتقاعدين بمجلس الصحافة وتوزيع دعم سمين على مؤسسات معروفة بنشر التفاهة واحتراف التشهير، فإن الملك محمد السادس بعفوه على الصحفيين توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي وغيرهم من معتقلي الرأي كان كافيا للقول وبالفم المليان هذا هو مستقبل المغرب قبل المونديال وبعده.
إن الإشارة الثانية التي قدمتها الدولة هو النتائج الأخيرة للجائرة الوطنية الكبرى للصحافة، حيث فازت مؤسسات اعلامية فيها نسبة استقلالية مهمة على الاقل بعيداً عن اشهارات رئيس الحكومة ومن يدور فلكه بجوائز خاصة في صنف التحقيق الصحافي الذي عادة لا يعرف رضى أطراف كثيرة.
أتمنى أن تنجح انتخابات المجلس الوطني الصحافة الذي سيعلن عنها قريباً في إسقاط الأسماء التي تتحكم اليوم في مصائر الزملاء وتشجع صحافة التفاهة وتقاضي الأقلام الحرة بعد سلسلة مضايقات أججت الوضع في الآونة الاخيرة