سياسة

المواطن “الزومبي”

بقلم سعيد بلفقير

يبدو أن حكومة “الأحرار” قد استعبدت الناس، والحكومة هنا لفظ مفرد يعود على رجل واحد بصيغة الجمع في قاموس الإخفاق السياسي والإنساني، الرجل هو رئيس الحزب ورئيس الحكومة ومهندس مرحلة “المواطن الزومبي”.

الغائب عن البلد يعود ليلقى العمران والبنيان، يلقى آثار الهدم ورفات الذكريات، ويلقى الإسمنت يلتهم الحدائق بينما الورود البلاستيكية تزين الشرفات وتملأ الفراغ بما لا يناسب.

يبدو أن رئيس الحزب وفى بوعده وأعاد تربية المواطن، وفى بوعده عندما قدم لنا الأفضل لأننا نستحق الأفضل، والسيد الرئيس، هو أفضل من يجعل المواطن كائنا يقف بين الظل والشمس، بين الموت والحياة.

عندما تجلس بالمقهى تجد نفسك أمام عرض لا ينتهي، مشاهد من حياة جديدة لمواطن لم يعد يعرف عن ساعة اليد أو الحائط أو الهاتف إلا كونها قطع زينة بها أرقام بلا معنى، مواطن لا علاقة له بالوقت أو الزمن، باستثناء فئة الشباب وما دونهم سنا، لأنهم يعيشون أصلا خارج الزمن، كل العابرين يشبهون “الزومبي”.

من يمتطي “حديدا” جديدا أو متهالكا تجده مسرعا يسابق نفسه وغيره، وكأن وجهتهم واحدة، تبطيء الحافلة من سيرها فيتراءى لك الراكبون داخلها بلا ملامح، وبلا حراك، جثث هائمة تدّعي الحياة، على الرصيف تتحرك جثث أخرى في مواكب جنائزية، تشيع يومها إلى غروب جديد، تحجبه البنايات وعمى الألوان والأشكال.

بلادي أرض مباركة، وإلا لما بقينا على قيد الحياة فيها ولما فاض خيرها رغم النهب والسلب، أما الحساب فيوم الحساب.