مجتمع

يتقاعد بعد 15 يوماً..تاريخ أسودٌ لعميد كلية بنمسيك الذي رفض توشيح طالبة EST بسبب الكوفية

محمد الطالبي هو عميد كلية العلوم ببنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والذي أثار الجدل أول أمس السبت في حفل تخرج طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا، حيث رفض توشيح طالبة متفوقة بسبب إرتدائها للكوفية الفلسطينية.

وقالت مصادر “زون24” من داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إن المعني بالأمر سيبلغ سن التقاعد بعد 15 يوماً من الآن.

في 2019 كشف أستاذ بكلية العلوم بنمسيك فضيحة كان بطلها العميد مطالبا بعزله من منصبه.
مراسلة الاستاذ التي سبق أن إطلع علبها موقع “زون24″ وصف من خلالها العميد ب”قليل المعرفة والتجربة في الحقل العلمي”
وتحدث الأستاذ، في مستهل المراسلة، عن البحث العلمي الذي يعتبر البعد الأساسي في التنمية المستدامة، و له الدور الهام في بناء المشروع القومي النهضوي و هو ليس رافدا للعملية الاقتصادية و الاجتماعية فحسب بل هو في الصميم من نسيجها.
واضاف الأستاذ، أن البحث العلمي، هو “صيغة التقدم التي بها تبنى الأوطان، مع العلم أن البحث العلمي هو النواة التي ترتكز عليها بلدان العالم المتقدمة منها والنامية، وتتسابق الدول فيما بينها للحصول على قصب السبق في تملك ناصية العلم، مما جعل تلك الدول أن تسخّـر جميع الإمكانيات المتاحة في خدمة العلم والعلماء ورصد الأموال اللازمة للدراسات والبحوث التي يمكن لها أن ترتقي بالناتج القومي للبلد..”
وبخصوص ما يجري داخل أسوار كلية العلوم بن مسيك، التي وصفها الأستاذ (ن.د)، ب “فضيحة مخزية يندى لها الجبين”، فقد اكد “أن دور الجامعة ومؤسسات البحث العلمي في المغرب يقتضي بالأساس الرجوع الى الاصلاحات التي شهدتها منظومة التعليم والتي انطلقت مع صدور القانون المتعلق بالتعليم العالي بتاريخ 25 ماي 2000 ، والذي نص على اليات تروم ارساء الحكمة الجامعية وأيضا على آليات لضمان الحكومة في التدبير العمومي..”
وإستطرد الأستاذ قائلا، “قبل هذا الإطار القانوني اسمحوا لي بالتذكير بأن المغرب قد اِعْتبر من خلال الوثيقة الدستورية لفاتح يوليوز 2011 الديموقراطية التشاركية خيارا لا رجعة فيه فيما يخص النموذج السياسي المتبع، كما جعل من إقرار الديموقراطية المواطنة والتشاركية منهجا أصيلا يطبع اليوم طبيعة وأسلوب العمل”.

وخلق العميد المذكور في وقت سابق جدلاً وإحتجاجاً داخل كلية العلوم بعد طرد عدد من الطلبة بدعوى أنهم لم يستوفو وحدات الدراسة.

عميد كلية العلوم بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والذي حضر الحفل كضيف فقط رفض توشيح طالبة متفوقة بسبب حملها للكوفية الفلسطينية.

في سياق متصل قال مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، في بيان توصل موقع “زون24” بنسخة منه، إنه في الوقت الذي تشهد فيه الجامعات عبر العالم حراكا عارما مساندا لكفاح الشعب الفلسطيني مطالبا بوقف مجازر غزة في انسجام مع فضائها العلمي والأكاديمي الذي يسود فيه إعمال العقل الإنساني، شهدت رحاب المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني عشية السبت 13 يوليوز 2024 حدثا غربا أثناء حفل تسليم الجوائز للطلبة المتفوقين.

وأوضحت النقابة أن عميد كلية العلوم ببنمسيك بصفته ضيف شرف تقدم لتسليم جائزة لطالبة متفوقة، فلما تبين له أنها تحمل الكوفية، رفض تسليم الجائزة وقال للطالبة “أنها تمارس السياسية”، فانتفضت القاعة ضد تصرف هذا التصرف، وانسحب العميد من الحفل.

ووصف الأساتذة ما قام به العميد بـ”التصرف غير المسؤول” داخل فضاء أكاديمي الذي يقولون إنه يفترض أن تسود فيه حرية التعبير عن الرأي، مشيرين إلى أن ما وقع خلف استياء عميقا لدى الأساتذة الباحثين وموظفي المؤسسة وآباء وأولياء الطلبة والطلبة أنفسهم، خاصة وأنه يأتي في ظرفية دقيقة وحساسة، يستشعر فيها المغاربة الألم والمرارة جراء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم الإبادة الجماعية وأبشع وسائل التنكيل والتعذيب والتقتيل.

وعبر مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا باسم أساتذة المؤسسة عن استنكارهم الشديد لسلوك عميد كلية العلوم ببنمسيك “الذي يتعارض مع الموقف الرسمي للبلاد إزاء القضية الفلسطينية ومع نبض المجتمع المغربي”.

ورأى الأساتذة في سلوك العميد قمعا لحرية التعبير، متضامنين مع الطالبة المتفوقة بفوزها، ومعتبرين حمل الكوفية “عربونا إضافيا عن نجاحها ووعيها ويقظتها”