السلطة الرابعة

“ميدي1 تيفي”..العقاب للمغاربة والحصانة للجزائريين

فكر حسن خيار ثم قدر فقرر أن يصدر بلاغا عنتريا أمر فيه الصحافيين بالنشر الفوري، بعد أربعة أيام من الصمت على فضيحة الإساءة للملك، التي اقترفتها القناة عبر ما وصفته بمجرد “خطأ في الرقن”.

حسن خيار الذي لم يجد بدا من الإقرار بالخطأ الفادح، فضل كعادته التضحية بكبش فداء من خلال معاقبة صحافي مغربي “وفقا للنظام الداخلي وللتشريع القانوني المعمول به”. لكنه لم يقدم تبريرا واحدا للامتناع عن معاقبة رئيس تحرير جزائري اعتدى قبل أسابيع بالضرب على صحافي مغربي، ومهاجمته بأقبح النعوت والألفاظ.

وفيما اختار بلاغ القناة سياسة الهروب إلى الأمام والتنديد بما وصفه ب”التشهير وترويج الأخبار الكاذبة”، فقد عجز عن تفسير الأسباب الكامنة وراء تكرار الأخطاء التحريرية الفادحة، مثلما وقع في فضيحة مهاجمة الإمارات ووصف الصحراء بالغربية وغيرها، والذي جعل حسن خيار يحطم الأرقام القياسية في بلاغات التوضيح والاعتذار.

الأستاذ عبد الرحيم منار اسليمي الذي اشتغل محللا متعاقدا مع القناة لمدة 15 عاما، فجر قبل يومين مفاجأة من العيار الثقيل، حين أكد على قناته باليوتيوب أن ما تعيش على وقعه ميدي1 تيفي، بعد مراكمة أخطاء قاتلة غير مستعبد أن يكون متعمدا ومحسوبا وناتجا عن تغول اللوبي الجزائري على حساب المغربي بغرفة الأخبار. وبخصوص مدير الأخبار الجديد، الذي اشتغل بقناتي فرانس 24 وسكاي نيوز، كشف اسليمي أنه هو من كان وراء وضعه باللائحة السوداء، معتبرا إياه “رجلا بدون بصمات”، وأشار اسليمي “انه يقاطع القناة لأن مسؤوليها الجدد لم يعودوا راغبين على ما يبدو في التحليلات المناوئة للجزائر.

طبعا لم يجب حسن خيار ولن يجيب عن كل هذه المصائب التحريرية وهذا التسيب الذي تضمنته بلاغات نقابية سابقة للعاملين، لكنه مضى في عنتريته وثرثرته متحدثا عن الحكامة والاشعاع والهيكلة. فأي حكامة هذه التي أفرغت القناة من كوادرها وكفاءاتها وجعلتها تفر نحو مؤسسات أخرى، وأي هيكلة هذه التي يغير خيار بموجبها مدراء الأخبار ومسؤولي التحرير كل مرة، بذريعة ضخ دماء جديدة، وهي في الواقع مجرد انتقام وإقصاء من يعارض او يحتج، وأي إشعاع هذا الذي يجعل خيار يمتنع عن كشف نسب المشاهدة الحقيقية للقناة عبر مؤسسة ماروك متري، ويلجأ إلى مؤسسات أجنبية تمنحه الصدارة تحت الطلب، وتعلن “بلا حشمة بلا حيا” اكتساح ميدي1 تيفي للجزيرة والعربية وفرانس24.

خلاصة القول إن فضيحة الإساءة للملك التي اعتبرها بلاغ القناة مجرد خطأ في الرقن، لن تغطي الشمس بالغربال، وان تحجب حقيقة مفادها أن ساعة خيار قد أزفت وأن تعيينه على رأس مؤسسة استراتيجية مثل ميدي1 تيفي، كان في الواقع

Erreur de casting