افتتاحية

“صينيّة” مؤتمر البام

عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على الأقل قبل العشر أيام الأوائل من فبراير المقبل، ووزير العدل في حكومة عزيز أخنوش والمحب للسلطة، والمثير للجدل وكل الصفات التي تأتي إلى مخيلتكم وحتى التي لا تأتي في هذه اللحظة تنطبق عليه.

عبد اللطيف وهبي الذي ظهر في الولاية الحكومية السابق معارضاً ويترأس فريق حزب الأصالة والمعاصرة داخل مجلس النواب، وهو الذي انتفض ضد وزراء العثماني ممن كانوا ضد مقاطعة عدد من الشركات ضمنها شركة المحروقات والغاز التي يملكها رئيسه اليوم في الحكومة عزيز أخنوش، يعبر وهبي عن تشبته وحبه (لا نعرف إن كان ذلك صادقاً، الله وحده أعلم بالنيات)، لكن ما يمكن أن نجزم عليه هو أن عبد اللطيف وهبي فضيحة سياسية وظاهرة نادرة الحدوث.

في 2015 خرج عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة حينئذ، من أكادير بتصريح خطير، نقله بدوره عن الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، قالا إن مصدر أموال حزب الأصالة والمعاصرة مصدرها “العشبة” في إشارة الى المخدرات، لكن وهبي المحامي في تلك الفترة رفع دعوى قضائية ضد بنكيران وخسرها، وفي 2023 إعتقل الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء قياديين كبيرين وأكبر ممولي مؤتمرات الحزب في السنوات الأخيرة، بتعلق الأمر بسعيد الناصري رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء، والمنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة باكبر جهة في المملكة، والثاني ليس إلا عبد النبي البعيوي رئيس جهة الشرق ومنسق الحزب بالجهة نفسها، وأحد كبار الأثرياء في المغرب، متابعين بتهم عديدة أهمها الاتجار الدولي في المخدرات.

بطبيعة الحال، لا بد أن نشير إلى قرينة البراءة في نقاشاتنا، وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن عبد اللطيف وهبي متعنتا بسلطته كوزير للعدل خرج لمقاضاة الصحافيين لانهم طرحوا أسئلة، يا للغرابة هذا وزير عدل دولة فازت قبل أيام برئاسة لجنة لحقوق الانسان على المستوى الدولي.

على أي نشرنا في موقع “زون24” خبراً مفاده أن حزب الأصالة والمعاصرة لجأ إلى الصينية لتمويل مؤتمره المزمع انعقاده في  الأسبوع الأول من شهر فبراير المقبل، وبعدما توصلنا بمعطيات تفيد إتصال قيادي وصديق قريب من سعيد الناصيري بعدد من قيادات الحزب بجهة البيضاء سطات يطالبهم ب Cotisations للاسهام في إنجاح مؤتمرهم.

خرج علينا قيادي في موقع إلكتروني محترم، ينفي الخبر، لكن ولأول مرة يواجهنا حزب مشكل للحكومة، بصيغة “قيادي فضل عدم الكشف عن هويته”، هل هذه هي القيادة التي يتشكل منها حزب يقود الحكومة؟

في ختام افتتاحية هذا الأسبوع، يؤسفني المستوى الذي وصل إليه عبد اللطيف وهبي، وفي نفس الوقت لا بد من القول وبكل إفتخار “حمداً لله على نعمة الملكية في هذا البلد”.