افتتاحية

“المهيدي” وشهادة وفاة الصحافة

باتت الحاجة ملحة لتدخل هيأة ما من أجل توقيف محمد المهدي بنسعيد، الذي يصدق أنه وزير للثقافة والشباب والتواصل، وهو يذبح مهنة الصحافة من الوريد إلى الوريد.

“المهيدي” الي يخط شهادة وفاة مهنة الصحافة، بداية من تقزيم أدوار المجلس الوطني للصحافة، والذي لم يقدر (بين قوسين) على تنظيم انتخابات مهنية بعدد محدود من المهنيين، أو إنه لا يستطيع ضمان رئاسة المجلس لأصدقائه المعلنين، كما فعل في عدد من التعنيينات في المؤسسات التابعة لوزارته.

لعل معضلة لجنة بنسعيد هي هذا “البلوكاج” الذي وقع في منح البطائق المهنية، ولأول مرة منذ تأسيس المجلس الوطني للصحافة، والهدف طبعاً ليس تحصين المهنة، بل تقليص عدد الصحافيين الذي لهم الحق في التصويت على رئيس المجلس الوطني للصحافة المقبل، وتغليب الكفة لفائدة أصدقاء “المهيدي”.

وقع مؤخراً كل من محمد المهدي بنسعيد، وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزير الميزانية، إضافة إلى الفاشل الكبير فيصل العرايشي إتفاقية مع جمعية مهنية تدعي أنها الأكثر تمثيلية، ستتكفل بنقل الصحافيين إلى “كان كوت ديفوار” وهذه المرة يعمد “المهيدي” إلى القضاء على الأدوار التي لعبتها وتلعبها جمعيات الصحافة الرياضية، والتي لم تسجل مشاكل تنظيمية على مر السنوات، بل خلقت تكاملاً مع الأندية في البطولة وكأس العرش، ونفس الشيء مع جامعة الكرة في المباريات الخاصة بالمنتخب المغربي، دون الإجهاز على المهنة.

الأمر مختلف تماماً هذه المرة، فالمهيدي فضل جمعية واحدة ليست بتخصص رياضي، على جمعيات مهنية أخرى، أبرزها فدرالية الناشرين، وهي التي يحاول المهيدي ومن معه التوقيع على شهادة وفاتها، بعدما أضحت الأقرب للفوز برئاسة مجلس الصحافة.

إحتج فاعلون في الصحافة الرياضية ببيان عنون ب”تنويه وتحذير قبل فوات الأوان”.

وننقل نصه حرفيا وهو يدق ناقوس الخطر، “الوفد الصحافي المغربي الذي سيغطي كأس إفريقيا للأمم في الكوت ديفوار، هو وفد صحافي، كما يدل على ذلك اسمه وصفته، ووفق الاعتماد الحاصل عليه كل صحافي من الكاف، ووفق الميثاق الإعلامي للكاف.
فلماذا هذا الإصرار على إجباره بارتداء زي موحد، بغض النظر عن شكله ونوعيته التي هي بشهادة الجميع من النوع الرديء جدا.. جدا..؟.
هل الوفد الصحافي المغربي سيذهب إلى الكوت ديفوار في جلباب مشجعين، أو هكذا ينظر إليه بإمعان رئيس الباطرونا في مجال الصحافة والإعلام؟.
إننا إزاء سابقة.. مهزلة.. فضيحة بكل المقاييس، وما المقصود بصفة رئيس الوفد، وهل يجوز أخلاقيا وقانونيا أن ينصب شخص نفسه كرئيس للصحافيين الرياضيين المعتمدين من الكاف لتغطية كأس إفريقيا للأمم، دون خجل واستحياء؟.
من منحه هذه الصفة، وهل يعقل أن يتولاها رئيس جمعية الناشرين؟!.
ألسنا أمام سابقة خطيرة وفضيحة مدوية؟.
المطلوب الآن، لتدارك ما يمكن تداركه، هو أن يتدخل السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لوضع حد لهذا التوجه الذي يتناقض جملة وتفصيلا مع أخلاقيات مهنة الصحافة، والحفاظ على استقلالية وكرامة الفعل الصحافي، وإنقاذه من التبخيس والميوعة.
الزي الموحد له مقامه وخصوصياته في سياقات وأمور أخرى، إلا العمل الصحافي الذي له حرمته، ويجب أن يبقى بعيدا عن كل أشكال البهرجة وتصرفات الحمقى والمغفلين.
الوفد الصحافي المغربي يضم خيرة الأسماء المشهود لها بالمهنية، وهو على وعي تام بأنه مطالب بالتقيد بضوابط المهنية والاحترافية في تغطية الحدث الإفريقي، من منطلق قيم الاعتزاز بالهوية والقيم الوطنية، والحرص على علاقات احترام وتقدير مع زملائهم الأفارقة، ومن مختلف أنحاء العالم.
لذلك ندق ناقوس الخطر، ونحن نؤكد على أن الزي الموحد إساءة حقيقية وتشويه بالغ للعمل الصحافي الوطني.

ولنعد إلى “المهيدي” أنا شخصيا لا أفهم شخصه ولا طريقة تفكيره، وزير بدون ثقافة ولا تواصل، وهو الذي لا يعرف سعيد الناصيري الفنان، لكنه يعرف سعيد الناصيري المتابع في حالة إعتقال في ملف تجارة المخدرات.