رسائل من ملف “إسكوبار الصحراء”

سقطت أخيراً أوراق ملف “إسكوبار الصحراء” لن يبقى البارون المالي، أحمد بنبراهيم وحيداً في سجن عكاشة، بعد إيداع 20 شخصاً ضمنهم سعيد الناصيري رئيس نادي الوداد الرياضي ورئيس مجلس عمالات الدار البيضاء، وعبد النبي بعيوي القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة الشرق، وإذا كانت التهم الأثقل حازها البعيوي وأصعبها “الإتجار الدولي في المخدرات” فإن هذا الملف وهو بيد قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء قد بعث لعامة الناس والمسؤولين والمقربين من بعيوي والناصيري رسائل كثيرة، نلخصها في إفتتاحية هذا الأسبوع لموقع “زون24”.
الرسالة الأولى: منذ بدء التحقيق من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، والحديث في المقاهي ووسائل النقل، وعبر الوسائط الإجتماعية على كون سعيد الناصيري رئيس نادي الوداد الرياضي وعبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق، لن يتم إعتقالهما لأنهما شخصيتان نافذتان، غير أن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء ومعه قاضي التحقيق برهنا أن الناصيري والبعيوي ليس فوق القانون ولا تحته، وبالفعل تم إيداعهما السجن ومواجهتهما بعدد من التهم الثقيلة.
أشار بلاغ للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء يوم الأحد، إلى “وقد أفضت نتائج الأبحاث المنجزة عن تقديم 25 شخصاً أمام النيابة العامة، من بينهم من يتولى مهام نيابية أو مسؤولية جماعات ترابية أو مكلف بإنفاذ القانون بالإضافة إلى أشخاص آخرين ارتكبوا افعالاً لها ارتباط بالموضوع.
وتكريساً لمبدأ المساواة أمام القانون فقد آلت نتائج دراسة الأبحاث المنجزة إلى تقديم هذه النيابة العامة لملتمس إلى السيد قاضي التحقيق بإجراء تحقيق معهم”.
هذه الفقرة توضح بالملموس أن الأوضاع إختلفت تماما ولا أحد فوق القانون سواء أكان يشغل منصب نيابيا أو رئيس فريق، أو مواطن عاطل.
الرسالة الثانية: أرى أن إستقلالية النيابة العامة، أحد أفضل الخطوات التي أقدم عليها المغرب في الآونة الأخيرة، ومن خلال ملف “إسكوبار الصحراء” تبين دور “الإستقلالية” خاصة وأن سعيد الناصيري وعبد النبي بعيوي هما قياديين في حزب سياسي يشكل تحالفاً حكومياً متغولاً، ووزير العدل (الوزارة كانت تتبع لها النيابة العامة)، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ولو كان هو الرئيس المباشر للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء لظل البعيوي في مكتبه بجهة الشرق ويتابع مشاريع شركة الأشغال العمومية التي يملكها والتي تحصل على صفقات بمليارات الدراهم، ولرأينا سعيد الناصيري يجلس في الفيلا المثيرة للجدل ويستقبل التابعين من صحفيين وأصحاب صفحات، او إنه ركب سيارته الفخمة وذهب إلى مقهاه المعتاد بشارع مكة، أو فندق الدار البيضاء بشارع أنفا، لكن استقلالية النيابة العامة جعلت منهما جارين لبنبراهيم في سجن عكاشة.
الرسالة الثالثة: ما بني على باطل فهو باطل، حكى لي مصدر خاص صيف هذا العام تفاصيل مثيرة عن الناصيري بالخصوص، وحينها إستحضرت “رباعة” المتملقين الذي جعلوا منه نصف إله والعياذ بالله، فجاء جوق من الصحفيين وإستفاد من شقق وسيارات وإمتيازات، ثم جاء جوق آخر بفكرة “أنشئ صفحة على فايسبوك عليها إسمك بالعربية والفرنسية وتعالى لبيع الوهم”، ساعات على إعتقال الناصيري وبدأ هؤلاء هم أول من ينهش لحمه، وهذه رسالة الختام “النهار طيح كلشي ينكرك”.
ملف “إسكوبار الصحراء” لا يزال يحمل مستجدات وقنابل موقوتة ومعهم ستسقط عديد الأقنعة، ما يجب أن يفهمه البعض من المتعصبين للكرة، الوداد كيان في مكانه، والرؤساء يأتون ويذهبون.