افتتاحية

مدامْ عمّور..يوم لا ينفعك مؤثرون

إفتتاحية ياسين حسناوي

حكومة عزيز أخنوش التي أصبحت تشكل عبئاً على المواطن من جهة، وعلى الدولة من جهة أخرى، تضم وزراء أغلبهم بدون تاريخ سياسي ولم يتعرف عليهم المغاربة في مسؤوليات سابقة، بينما البقية هي إستمرار للوبيات حكومية، فإذا تحدثنا عن النكرات وهم كثر نذكر منهم عواطف حيار وزيرة التضامن الإدماج الاجتماعي والأسرة التي سقطت من طائرة أخنوش الذي فرضها على نزار بركة، من رئاسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء إلى الوزارة، دون ترشح لانتخابات ولا مشاركة في حملة إنتخابية ولا إلقاء كلمة، والنتيجة تعرفونها فضيحة تعيين زوجها في الديوان تكون أول سقطة لامرأة غير سياسية.

وإذا مررنا نحو غيثة مزور بسيرة ذاتية غريبة، الوزيرة المغمورة التي أتت من كندا أستاذة بالجامعة الدولية بالرباط، وصولاً وبسرعة البرق إلى وزيرة منتدبة مكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وصديقتنا في افتتاحية هذا الأسبوع، هي “مولات الزبايل” فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الإجتماعي والتضامني، نشر موقع حزب التجمع الوطني للأحرار أثناء تعيينعا وزيرة سيرة ذاتية جاءت على النحو التالي: “شغلت منصب مندوبة عامة للمغرب في معرض ميلانو 2015، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة، لتأطير المشاركة المغربية في هذا الحدث الدولي البارز، رافعة بذلك رهان إنجاح المهمة في ظرف 13 شهرا.
تابعت دراستها تخصص الرياضيات بتفوق كبير في ثانوية ليوطي بالدار البيضاء، ثم توجهت إلى مدينة تولوز لاجتياز الأقسام التحضيرية في الرياضيات. وبعد حصولها على دبلوم المدرسة الوطنية العليا بباريس، عادت إلى المغرب لتبدأ مسارها لدى شركة متعددة الجنسيات، حيث قضت تسعة أعوام، في قسم الإنتاج، ثم في التسويق الذي “يعد مجال اتخاذ القرارات” بامتياز، كما عملت مستشارة في مجال التسويق الاستراتيجي لدى جهات تسييرية كبرى.
أطرت السيدة عمور مشاريع واسعة النطاق، خاصة منها “مهرجان تيميتار” بأكادير و”مهرجان التسامح”، اللذين تولت تسييرهما منذ إحداثهما إلى غاية سنة 2012. وقادت، موازاة مع ذلك، “مجموعة معلني المغرب” ما بين 2004 و2007.
تغافل موقع الحزب الحديث عن عيش فاطمة الزهراء عمور بين لوكسمبورغ والمغرب، لكون زوجها يشغل منصباً مهما لدى الشركة العالمية “أمازون” في أوربا.
وقعت فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الإجتماعي والتضامني، في خطيئة لا تغتفر بنشر الموقع الرسمي للوزارة على الانترنيت، خارطة المغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية وكتب على الجزء المبتور “الصحراء الغربية” كما ينطقها إنفصاليو البوليساريو، نشرنا في “زون24” مقالاً في الموضوع، أغضب الوزيرة وفق ما أفاد به مقربون منها، فسارعت إلى حذف الخريطة دقائق بعد نشر المادة، لكنها طبعاً لم تعتذر عن هذه الزلة التي لا تغتفر.
وزيرة السياحة التي استعانت فيما مضى بمؤثرين من مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق برنامج “فرصة” الذي كان فرصة ومناسبة لأحزاب الحكومة وأتباعهم فقط، ما خلق رجة عن الزملاء في قطاع الصحافة، فهذه كانت مهمة الصحافة لكن عمور كان لها رأي في “تعمار” جيوب “جوقة” من المؤثرين.
وعلى الرغم من أن زيارة الملك إلى الإمارات مع وفد من الوزراء ومدراء مؤسسات عمومية، ورغم أنه تم توقيع إتفاقيات في المجال السياحي، أثار غياب عمور تساؤلات حول إمكانية الغضب من خطأ نشر الخارطة المبتورة، القادم أسوء من هذا يا فاطمة الزهراء يوم لا ينفعك مؤثرون.