فن وثقافة

حضور أمني وتنظيم محكم..هكذا نجح موسم بن أحمد في العودة

بعد غياب دام لسنوات، استعادت مدينة بن أحمد وهجها التراثي والثقافي من خلال تنظيم موسم التبوريدة الذي حمل في دورته هذه السنة اسم المرحوم الحاج عبد الرحمان فريد، أحد أبرز الوجوه التي بصمت على ذاكرة المدينة التقليدية وأعطت الكثير للفرس والفرسان.

الموسم الذي نظمته جمعية أمزاب للتنمية والثقافة، تحول إلى تظاهرة شعبية كبرى جمعت بين أصالة الفروسية المغربية وتنظيم محكم ساهم في تأمين أجواء احتفالية سلسة وخالية من أي شائبة.

وقد شكّل الحضور الأمني الوازن أحد أبرز عوامل نجاح هذه التظاهرة، إذ عاينت “زون24” إشرافا ميدانيا شخصيا لوالي أمن سطات، الذي حضر إلى بن أحمد لتتبع مختلف الترتيبات الأمنية وتوجيه العناصر المكلفة بالسهر على سلامة الزوار والمشاركين.

 

الفرق الأمنية بمختلف تلاوينها انتشرت في محيط فضاء التبوريدة، ونفذت مخططاً أمنياً متكاملاً مكن من ضبط النظام العام وضمان انسيابية الدخول والخروج، رغم الأعداد الكبيرة من الزوار الذين حجوا من مختلف مناطق الإقليم وخارجه.

وإذا كان الأمن قد اضطلع بدور محوري في نجاح الموسم، فإن الدعم اللوجستيكي الذي قدمته جماعة بن أحمد والمجلس الإقليمي لسطات كان بدوره حاسماً، إذ وفر هؤلاء الشركاء كل الإمكانيات الضرورية لإعادة الحياة إلى موسم كان لعقود موعداً سنوياً ينتظره سكان المدينة والنواحي بشغف.

منصات الفرجة، الإنارة، التنظيم المروري، تهيئة الفضاءات، ودعم الفرق المشاركة، كلها عناصر اشتغلت عليها الجهات الداعمة إلى جانب الجمعية المنظمة، لتعود التبوريدة إلى سابق مجدها وتمنح المدينة جرعة من الفرح والترابط المجتمعي في لحظة وطنية بامتياز.

وعبّر عدد من الفاعلين الجمعويين والمواطنين عن رضاهم الكبير عن مستوى التنظيم، مشيدين بالاستجابة السريعة للقوات العمومية، والتنسيق الفعّال بين مختلف الأطراف، مما ساهم في إنجاح هذه الدورة التي اتسمت بروح الوفاء لأحد رجالات المدينة الراحلين، وبتكريم يليق بما قدمه الراحل عبد الرحمان فريد لمجال الفروسية التقليدية.

بن أحمد، التي لطالما انتظرت عودة موسمها، قالت كلمتها هذه السنة: التراث إذا احترم وتضافرت الجهود لأجله، يمكن أن يُعيد للمدينة بريقها ويصنع الفرق.