السلطة الرابعة

قناة ميدي1.. تخبط تحريري وصراع داخلي يجرها نحو الهاوية

تعيش قناة ميدي1 واحدة من أصعب فتراتها منذ تأسيسها سنة 2006، حيث تواجه تخبطًا تحريريًا غير مسبوق نتيجة للقرارات العشوائية التي يتخذها مديرها حسن خيار. وحسب معطيات حصل عليها موقع زون24، فإن سياسة “القيادة الجماعية” داخل هيئة التحرير أفقدت القناة هويتها التحريرية، مما جعلها غير قادرة على الحفاظ على خطها التحريري المميز، الذي كان يعكس رؤيتها وقيمها على مدار سنوات.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الصحافيين باتوا في حيرة من أمرهم بسبب الصراع بين خمسة مسؤولين، تتضارب اختياراتهم ومعاييرهم في تحديد المواضيع، وصياغة افتتاحيات النشرات، ومعالجة القضايا ذات الاهتمام العام.

كما لاحظ متابعو الشأن الإعلامي أن القناة انزلقت إلى منافسة المواقع الإلكترونية، متبنية الإثارة والمحتوى السطحي على حساب الجودة والمهنية، في محاولة يائسة لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة بأي ثمن.

وترى المصادر ذاتها أن عدم الاستقرار في المسؤوليات التحريرية ساهم بشكل كبير في هذا الوضع، خاصة بعد رحيل مدير الأخبار السابق يوسف التسوري، الذي كان قد وضع القناة على المسار الصحيح قبل أن يصطدم بجيوب مقاومة التغيير، ما دفعه إلى المغادرة.

من جهة أخرى، تفيد نفس المصادر بأن بعض المسؤولين في “القيادة الجماعية” انشغلوا بتنشيط لقاءات المؤسسات والأنشطة الوزارية عوض التركيز على مشاكل هيئة التحرير. والأخطر من ذلك، أن ارتباط “زوج محظوظ” بوكالات التواصل والإنتاج أصبح يثير الكثير من التساؤلات، وسط صمت مريب من المدير حسن خيار.

يذكر أن إدارة القناة كانت قد كلفت الصحافي التونسي المتقاعد المنصف بوعلاق بتسيير هيئة التحرير بعد الرحيل المفاجئ ليوسف التسوري. إلا أن بوعلاق وجد نفسه وسط فضيحة تحريرية، بعدما نُسب خطأً إلى دايفيد بولوك، كبير الباحثين بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قوله إن “تسلل المغرب إلى المنطقة العازلة استفزاز صارخ”، في حين أن التصريح الصحيح كان يتعلق بـ”تسلل البوليساريو”، وليس المغرب. وأمام موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الرأي العام المغربي، اضطرت القناة إلى إصدار بيان أعلنت فيه معاقبة المنصف بوعلاق، واصفة الخطأ بأنه “غير مقبول ومخالف تمامًا للسياسة التحريرية الصارمة للقناة في ما يخص قضية الوحدة الترابية للمملكة”.