المغرب

تفكيك الخلايا الإرهابية..لماذا تحتاج مخابرات المغرب إلى التمثيل؟

نظرية المؤامرة تعود إلى أدمغة من يؤمنون بها كلما فكك المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني خلية إرهابية، مع إعادة أسطوانة أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تمثيلية، لنطرح في “زون24” سؤالاً حول الحاجة لصناعة مسرحيات أو تمثيل مشاهد؟

في السنوات الأخيرة، أثبتت الأجهزة الأمنية المغربية كفاءتها العالية في تفكيك الخلايا الإرهابية وإحباط المخططات التي تهدد استقرار البلاد وسلامة المواطنين. ورغم التشكيك الذي يطرحه البعض حول هذه العمليات، فإن الوقائع والنجاحات الميدانية تؤكد أن المغرب يتبنى مقاربة استباقية وفعالة في مكافحة الإرهاب، وهو ما ينعكس في مجموعة من الإيجابيات المهمة:

تفكيك الخلايا الإرهابية يمنع وقوع هجمات قد تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة. فكل عملية أمنية ناجحة تعني إنقاذ أرواح بريئة كانت مستهدفة من قبل متطرفين يسعون إلى نشر الفوضى والرعب.

المغرب يُعتبر نموذجًا في التعاون الأمني الإقليمي والدولي، حيث يساهم في تبادل المعلومات مع العديد من الدول لمواجهة التهديدات الإرهابية. وقد أشادت تقارير أمنية دولية بنجاعة المقاربة المغربية التي تعتمد على الاستباقية والتنسيق المتعدد الأطراف.

النجاحات المتكررة في تفكيك الخلايا الإرهابية تدل على جاهزية وقوة الأجهزة الأمنية المغربية، وعلى عملها المستمر في مراقبة وتتبع العناصر المتطرفة. هذه الجهود تعزز ثقة المواطنين في الدولة وقدرتها على حمايتهم.

إضافة إلى الجانب الأمني، تعمل الدولة على تفكيك الفكر المتطرف عبر برامج التأهيل الديني وإعادة الإدماج، مثل برنامج “مصالحة”، الذي يستهدف إعادة تأهيل السجناء المدانين في قضايا الإرهاب، مما يساهم في تقليص خطر التطرف العنيف.

كل عملية تفكيك تُسلط الضوء على خطورة الإرهاب وأساليبه، مما يساهم في رفع الوعي المجتمعي حول ضرورة التصدي له فكريًا واجتماعيًا، سواء عبر التربية على القيم المعتدلة أو عبر التبليغ عن أي نشاط مشبوه.

القول بأن تفكيك الخلايا الإرهابية مجرد “تمثيليات” يتجاهل الحقائق الميدانية والنجاحات الأمنية الموثقة. فالمغرب لم يكتفِ بإعلان تفكيك الخلايا الإرهابية فقط، بل قدم أدلة ملموسة، بما في ذلك الأسلحة المضبوطة، الاعترافات، والمخططات التي تم إحباطها. إن المقاربة الأمنية المغربية ليست مجرد استعراض، بل هي ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار البلاد في ظل التهديدات الإرهابية العالمية.