افتتاحية

دفاعاً عن لطيفة رأفت

لا أفهم لماذا تعمد مواقع إلكترونية وصفحات معروفة وغير معروفة لإقحام إسم الفنانة لطيفة رأفت في ملف “اسكوبار الصحراء” رغم أنها لم تعد معنية بعد نهاية تحقيقات الفرقى الوطنية للشرطة القضائية، وبداية المحاكمة منذ أشهر.

لطيفة رأفت، الاسم الذي صنع مجده بنفسه، ليست مجرد فنانة مغربية مرموقة، بل هي رمز للأصالة، صوت يحمل عبق التراث المغربي ويمزجه بإحساس صادق جعلها تحتل مكانة خاصة في قلوب الجماهير. ومع ذلك، يبدو أن النجاح والتميز لا يأتيان دائمًا دون تحديات وانتقادات، بعضها قد يكون جائرًا وغير منصف.

في الآونة الأخيرة، تعرضت لطيفة رأفت لسيل من الانتقادات التي تجاوزت حدود النقد الفني لتصل إلى مستوى التجريح الشخصي، وهو أمر غير مقبول بحق فنانة قدمت الكثير للساحة الفنية. فمنذ بداية مشوارها في ثمانينيات القرن الماضي، لم تكن لطيفة مجرد مطربة تؤدي الأغاني، بل كانت صوتًا يعكس الهوية المغربية، ويجسد القيم الجمالية للغناء المغربي الأصيل.

لطيفة رأفت لم تكتفِ بإثراء الخزانة الموسيقية المغربية، بل لعبت دورًا كبيرًا في التعريف بالأغنية المغربية خارج الحدود، لتصل بأعمالها إلى جمهور واسع في العالم العربي وخارجه. ومع ذلك، فإن الشهرة دائمًا ما تجعل صاحبها عرضة للأقاويل والانتقادات، وغالبًا ما يتم تجاهل المسار الحافل لشخصية مثلها والتركيز على زوايا سطحية أو قضايا جانبية لا تعكس قيمتها الحقيقية.

إن الدفاع عن لطيفة رأفت ليس مجرد دفاع عن شخصها، بل هو دفاع عن الإرث الفني المغربي وعن رموزه الذين يستحقون التقدير لا التجريح. يجب أن نكون أكثر وعيًا بضرورة احترام الشخصيات الفنية التي تمثل بلادنا في المحافل الوطنية والدولية، بدلًا من الانجرار وراء حملات التشويه التي لا تخدم سوى ثقافة الهدم بدل البناء.

ختامًا، لطيفة رأفت ستبقى أيقونة فنية متميزة، رغم كل العواصف، لأنها بنت تاريخها على أساس الموهبة والاحترام والفن الأصيل، وهذه قيم لا يمكن أن تزعزعها الانتقادات المغرضة.

أقول كلامي هذا دون أن تطلب مني لطيفة الدفاع عنها، لكن الثراث اللا ما دي لبلدنا يجب تحصينه من كل العواصف المحتملة.