“المال السايب” مجدداً..العرايشي يبدِّدُ مليار و160 مليون

ما يزال الشيخ فيصل العرايشي يكرس لسياسة “ياك غا المال العام هذا” وإيجاد طرقٍ لتبديده بدل صرفه في إنتاج محتويات راقية وخلق فرص شغل جديدة، وتحسين جودة التلفزيون المغربي بالتزامن مع استعداد المغرب تنظيم تظاهرات كبرى أبرزها كأس للعام مناصفة مع اسبانيا والبرتغال، لكن المتحكم في زمام الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة منذ ربع قرن له رأي آخر في “تشتات” أموال الشعب.
تخصيص ميزانية قدرها مليار و 160 مليون سنتيم لحملة إشهارية من قبل الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة يطرح عدة تساؤلات حول أولويات الشركة و أهدافها. فقد تم تفويت صفقة كراء 1000 لوحة إعلانية موزعة على 32 مدينة مغربية بهدف الترويج لبرامجها، مع التركيز على المدن الكبرى مثل الدار البيضاء و الرباط، وفق ما تم الإعلان عنه.
الجدل الذي يحيط بهذه الخطوة لا يتعلق فقط بحجم الميزانية المخصصة، بل أيضًا بمدى الحاجة الفعلية لها. ففي تصريحات سابقة، أشار السيد فيصل العرايشي إلى أن قنوات الشركة تحقق نسب مشاهدة مرتفعة مقارنة بقنوات عربية و دولية. إذا كان الأمر كذلك، فالحاجة إلى حملة إشهارية بهذا الحجم تبدو محل تساؤل، إذ يمكن اعتبارها إنفاقًا غير مبرر.
من جهة أخرى، إذا كانت نسب المشاهدة دون المستوى المرجو، فقد تكون الحملة محاولة لتحسين هذه الأرقام و استقطاب الجمهور المغربي. لكن يبقى السؤال قائمًا: هل مثل هذه الحملات كفيلة بتحقيق الأهداف المرجوة؟
الأهم في هذه القضية هو الحاجة إلى شفافية في إدارة الميزانية، خاصة أن مثل هذه الصفقات الكبرى تستوجب تبريرًا واضحًا و نتائج ملموسة. و في ظل الحديث عن التحديات المالية التي تواجه المؤسسات العمومية، يُطرح تساؤل حول مدى جدوى هذا النوع من الاستثمار، و ما إذا كان يعكس فعلاً استراتيجية متكاملة أو مجرد خطوة قد لا تضمن النتائج المتوقعة.
هذا النقاش يدعو إلى تقييم أكثر عمقًا لاستراتيجيات الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، مع التأكيد على ضرورة ربط النفقات بالأهداف و النتائج.