عزيز أخنّوش THE END

عند وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، قال أبي بكر الصديق رضي الله عنه: “من كان يعبد محمدًا فإنه قد مات، ومن كان يعبد الذي في السماء فإنه حي لا يموت”.
وإسقاطاً لمقولة أبي بكر الصديق للمرحلة السياسية الحالية في المغرب، فإنه من الواجب القول: “من يسبح في فلك عزيز اخنوش، فإن اخنوش منتهي في الانتخابات، ومن كان يؤمن بالملكية فإنها باقية لن تزول”.
صدقاً أقولها، الحمد على نعمة الملكية وعلى نعمة إستقرار البلد بفضل السياسات الرشيدة لجلالة الملك، والظاهر أن المغاربة إذا التزموا الصمت حيال من يتعرضون له من قبل حكومة عزيز أخنوش فإن ذلك راجع إلى الاستقرار النفسية الذي يخلقه الملك بصفته رئيساً للدولة ثم أميراً للمؤمنين، والجانب الديني مهم جدا عن المغاربة.
ما لم ينجح في معظم الدول العربية، نجح في المغرب، لأن الدولة قوامها المؤسسات وعمادها الأمن، ولعل أبرز ما يمكن الاستشهاد به هو حكم التيار الإسلامي عقداً من الزمن في المغرب بينما المشاهد تعرفونها جيدا في مصر وتونس مثلاً.
لنعد إلى نهاية عزيز أخنوش المحتملة، بينما أضحى عدد كبير من المحللين إلى القول إن عزيز أخنوش سيقود الحكومة للخمس سنوات المقبلة، بعدما تغول وأصبح الآمر الناهي في الكثير من المواضيع التي تحدد مصائر المواطنين، الذين بدأ يضيق صدرهم بعد كل ما وقع وسيقع فيما تبقى من مسار هذه الحكومة، لكن هل الدولة المغربية بمؤسساتها وتاريخها العريق يمكن أن تسمح لمجرد رجل أعمال ورث ثروة عن والده أن ينقلب مجازاً عن الملك وعن الدستور، متيقن أن الجواب هو “لا”.
صدَّق عزيز أخنوش ومعه عبد اللطيف وهبي أنهما فوق الجميع، فبدأ الأول بالدفاع عن مصالح شركاته في البرلمان وسارع الثاني إلى مقاضاة الصحافيين بالقانون الجنائي، لا بل تطاول على الملك محمد السادس وفي قناة عمومية معلِّقاً على العفو الملكي ب”شغلو هذاك” وعبارة “شغلو هذاك” تستعمل في العامية المغربية في مخاطبة الأشخاص الذين لا يهمنا رأيهم أو قرارهم.
لنترك المحامي ووزير العدل جانباً، ونعود إلى رئيسه عزيز أخنوش، من صور النهاية المحسومة، هن إطلاق سراح عدد من المعتقلين حتى لا أقول بسببه، لكنه استفاد من اعتقالهم وأخص بالذكر هنا الصحافيين سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين، فإن الأول بتفرده في التحليل والفهم لما يقع في المشهد السياسي بدأ في حرب مع وسائل إعلام لها عقود إشهار مع رئيس الحكومة ورجل الأعمال الأكبر في المغرب.
وأما الثاني اي توفيق بوعشرين، فإنه يستعد لبث أول حلقة من برنامج مصور بعنوان: “كلام في السياسة”، لا مناص انه سيكون برنامجاً فاضحاً لاخنوش وسياسات أخنوش.
وإذا كان من الصدفة أن تتنهي الأحكام على من يعارض سياسة “مول المازوط” مباشرة مع انتهاء حكومته، فإنه ليس من الصدفة أن يصدر عفو في توقيت توغل فيه رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار وسط معارضة بئيسة، فبدت الحاجة لمعارضة “اخبار اليوم” بصيغة الصوت والصورة ضرورية جدا، خاصة وأن توفيق بوعشرين متميز مهنيا كتابة وصوتا وصورة.
الصورة الأخرى هي ما قدمه حزب العدالة والتنمية في ندوته الاسبوع المنصرم، التي كانت بمثابة حصة لذبح وسلخ عزيز أخنوش سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً.