شمس “النهضة” تشرق من جديد
أكد محمد كفيل، الأمين العام الجديد لحزب النهضة والفضيلة، خلال ندوة صحفية عقدها الحزب يوم السبت 24 نونبر 2024 بفندق إيدو أنفا في الدار البيضاء، أن الحزب يسير بخطى واثقة نحو استعادة موقعه في الساحة السياسية المغربية. وقدم كفيل رؤية طموحة لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، متعهداً بتجاوز التحديات واستعادة الثقة بين مناضليه.
مصالحة داخلية لتوحيد الصفوف
أوضح كفيل، المحامي البارز بهيئة الدار البيضاء، أن الحزب طوى صفحة الخلافات التي ظهرت عقب وفاة مؤسسه، محمد خليدي، في شتنبر الماضي. وأشار إلى أن عقد مؤتمرين استثنائيين للحزب، في كل من مدينتي الخميسات والرباط في يوم واحد، أسفر عن مصالحة داخلية مع مجموعة الخميسات بقيادة رشيد غيطان. واعتبر كفيل أن هذه الخطوة ضرورية لتوحيد الصفوف وتعزيز استقرار الحزب استعداداً للتحديات السياسية المقبلة.
انتقادات للساحة السياسية ونظام التمويل
وجه كفيل انتقادات لاذعة للوضع السياسي الراهن، قائلاً إن المشهد السياسي في المغرب أصبح محتَكراً من قبل عدد محدود من الأحزاب، في حين تُركت الأحزاب الصغيرة على هامش المشهد لتلعب دوراً شكلياً فقط. وأضاف أن هذا الوضع يساهم في تعميق العزوف السياسي وفقدان الثقة بين المواطنين والعملية السياسية.
كما انتقد الأمين العام نظام تمويل الأحزاب المعتمد حالياً، والذي يعتمد بشكل كبير على عدد الأصوات والمقاعد، معتبراً أن هذا النظام يعزز الفوارق بين الأحزاب ويضعف تأثير الأحزاب الصغيرة. ودعا إلى تدخل ملكي لتعديل نظام الدعم العمومي، بما يضمن العدالة ويتيح للأحزاب الصغيرة لعب دور فعّال في تخليق الحياة السياسية بالمملكة.
برنامج سياسي لبناء دولة ديمقراطية
استعرض كفيل الخطوط العريضة للبرنامج السياسي لحزب النهضة والفضيلة، الذي يهدف إلى بناء دولة ديمقراطية حقيقية قائمة على التعددية والحوار واحترام الاختلاف. وأكد الحزب التزامه بثوابته الوطنية ومرجعيته الإسلامية، مع التركيز على تعزيز السلم الاجتماعي والاستجابة لتطلعات المواطنين في مجالات العدالة الاجتماعية والكرامة.
أولوية للشباب والمرأة
أكد الأمين العام أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة هيكلة تنظيمية داخل الحزب، مع تفعيل أكبر لدور الشباب والمرأة. وأشار إلى أن تعزيز البناء التنظيمي يعد أولوية لتحقيق دينامية جديدة تسهم في تمكين الحزب من أداء دوره كمكون سياسي مؤثر وفعّال.
رمزية الحزب وتاريخه
يذكر أن حزب النهضة والفضيلة تأسس في 25 دجنبر 2005، على يد محمد خليدي بعد انشقاقه عن حزب العدالة والتنمية. يستند الحزب إلى مرجعية إسلامية وطنية ويُعرف برمز “الشمس”، الذي يعكس رؤيته المتمثلة في النهوض بالمجتمع عبر قيم الديمقراطية والعدالة.
آفاق مستقبلية
مع الدينامية الجديدة التي يقودها محمد كفيل، يتطلع حزب النهضة والفضيلة إلى تجاوز العقبات التي واجهها في السنوات الأخيرة. ويرى كفيل الأمين العام الجديد للحزب، أن نجاح الحزب في استعادة مكانته يعتمد على مدى قدرته على تقديم بدائل سياسية واقعية، وتعزيز علاقته بالمواطنين، والمساهمة في تطوير الحياة السياسية بالمغرب.