تسفيه السياسَة
لم تعد في البلد سياسة على الأقل تلك التي عشناها مع حكومتي العدالة والتنمية، على الأقل عبد الاله بنكيران والسياق الذي كان فيه جعل الناس يتابعون جلسات البرلمان وهي سابق في التاريخ السياسي المعاصر في المغرب، لكن عزيز أخنوش “سفَّه” السياسة وأفرغها من محتواها، فالرجل لا يفهم سوى في المال والأعمال.
وبصرف النظر على موقفنا في “زون24” والذي نقوله بكل شجاعة “عزيز أخنوش أفشل رئيس حكومة في تاريخ المغرب منذ الاستقلال”، فإن التعديل الحكومي الاخير كان معياراً واضحاً لنتفق على موقفنا، فقد تحولت الحكومة من الوجوه السياسية إلى الوجوه الاقتصادية والمال الاعمال.
وعلى الرغم من بعض الاستثناءات التي نسجلها في هذا التعديل وابرزها تغيير عبد اللطيف الميراوي (رئيس جامعة القاضي عياض سابقاً) بعز الدين الميداوي (رئيس جامعة ابن طفيل سابقاً) على رأس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تبقى الأسماء الكثيرة محط قيل وقال.
ولنعرج مثلاً على سعد برادة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، القادم من شركات عاملة في القطاع الخاص، إلى منصب يبدو أنه XXXXL لا يليق بمقياسه.
وأما حقيبة الصحة والحماية الإجتماعية فإن ابعاد البروفيسور خالد آيت الطالب ( رجل اختصاص) وتعويضه بأمين التهراوي petit Akhnouch ومدير شركة “AKSAL” وهي اختصار لاسمي “اخنوش وسلوى” يطرح العديد من علامات الاستفهام، كيف يمكن لرجل قد يكون ناجحاً في مجال المال والأعمال ان يقود قطاعاً حساساً.
ولأن خالد آيت الطالب لم يكن في الأصل ضمن التشكيل الحكومي لول حظوة “الجهات العليا” التي أسقطت نبيلة الرميلي (عمدة الدار البيضاء حاليا) من كرسي الوزراة وأعادت الرجل إلى منصبه نظراً للنتائج المبهرة التي قدمها في اكبر ازمة صحية على الأقل في نصف القرن الاخير، لكن أخنوش يبدو أته تحدى الملك في هذه النقطة بالذات واقترح التهراوي مكان آيت الطالب، كما كان الامر في بلوكاج حكومة بنكيران الثانية، من افتى برئاسة سعد الدين العثماني انتصر للطبيب النفسي الذي أسقط ذات يوم من وزارة الخارجية بطريقة مثيرة للحيرة والاستغراب.
ولأن الوقت لا يسعنا للحديث عن الاسماء كلها، فإننا نختتم هذه الافتتاحية بما نعتبره الفضيحة الكبرى لحكومة الفضائح، تعيين لحسن السعدي كاتبا للدولة، والمريب هو الصعود الصاروخي لهذا الشاب، الذي ظهر يرقص على أغاني المراهقة في وقت كان شباب الوطن يستعدون للموت في محاولة لمغادرة البلد بسبب أخنوش وحزبه وحكومته.
ودون أن “يغمقو علينا شي وحدين” كون السعدي أتى من الهامش، لماذا لم يكن هذا الهامش في وضعية أمكراز والخلفي وآخرين، فعلاً هو تسفيه السياسة واحتقار الاستوزار.