الريع المقنَّنُ في 2M
خلقت افتتاحية “عطاشة في دار البريهي” نقاشاً داخل أروقة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وفق ما نقلته مصادرنا الداخلية المقربة من الرئيس المدير العام فيصل العرايشي، ونجد أنفسنا مرغمين على خط جزءٍ ثان من كشف المستور أمام شبهات تبديد المال العام بلا شفقة ولا رحمة.
ولأن القناة الثانية جزءٌ لا يتجرأ من المنظومة وذراع مهم في جسم الإعلام العمومي، فإن ظاهرة “الريع” أضحت متوغلة بصورة تبعث على الحيرة والتساؤل.
الريع في 2M يأتينا على شكلين، شكل أول يتمثل في “وزيعة الإنتاج” وشكل ثان، من تمظهراته التوظيفاتُ والتمديد للمتقاعدين وعلى والمغضوب عليهم.
وأما بالنسبة للإنتاج، فقد سجلنا ومنذ سنوات إستفادة شركات بعينها من أغلبية الصفقات، إذ حصلت هذه الشركات على ما يناهز 60٪ من إنتاجات القناة في طلبات العروض المفتوحة برسم هذه السنة، وخصصت لها ميزانية أولية، قدرت في 16 مليار، تحصل الشركات المحظوظة على الثلثين فيما تتنافس باقي الشركات على الفتات.
دأبنا في “زون24” على تسمية الأشياء بمسمياتها، ولا نمضغ ألسنتا كما كتبها الأستاذ والزميل ايوب العياسي في آخر عمود له الأسبوع المنصرم، وهو يقول رأيه في شخصنا المتواضع كتب: “بين مناضل يقول لنا أن الأساتذة المنخرطين في الإحصاء الوطني الذي ستشهده بلادنا بعد بضع أيام، هم مجرد عطاشا، وكاتب افتتاحيات ومدير نشر شاب نحترمه ليس لمعرفتنا السابقة بمساره الطلابي والأكاديمي فحسب، ولكن لكونه لا يمضغ لسانه ويكتب بفورة الصحافي المهني، التي صارت في طريقها إلى الإنقراض (ونتمنى أن يواصل على هذا النهج والإيقاع خارج حماس البدايات)؛ الذي يكتب بدوره عن “عطاشا في دار البريهي”، في إحدى إفتتاحياته النارية، بعدما فجر في جريدته الإليكترونية عددا من ملفات تعارض المصالح -حسب تقديره وما أورده من أخبار- داخل هذه الدار الإعلامية والتلفزيونية”، إنتهى كلام العياسي.
ولأننا نحترم رأي أيوب العياسي ومن شجعوا تجربتنا الفتية، فإن من الواجب علينا أن نقول إن هذه الشركات التي تتردد كثيرا في مختلف طلبات العروض هي شركة IMAGE FACTORY، وشركة SIGMA TECHNOLOGIES وشركة SPECTOP و شركة ALI’N PRODUCTION و شركة شركة MPROD وشركة WARDA PRODUCTION وشركة CONNEXION MEDIA وشركة DISCONNECTED وغيرها…
إن الاعتماد على توزيع “ريع الإنتاج” بملايين الدراهم على شركات بعينها يجعلنا أمام مفهوم جديد هو غياب “العدالة الانتاجية” للحيولة دون تمييع الصناعة السمعية البصرية وتمركز الإنتاج وخلق شروط بقاء شركات أخرى بما ينسجم مع مبدأ إنعاش الدراما الوطنية.
ومما يمكن تسجيله على بعض الشركات هو عدم خلق فرص شغل دائمة، رغم أن chiffre d’affaires الخاص بها يسجل أرقاما كبيرة،مع ملاحظة لجوء شركات معينة لشركات اخرى للمساعدة في الإنتاج!
المعضلة الكبرى هي أن بعض الشركات لم تلتزم بتنفيذ الانتاج في العامين الاخيرين، ما يثير تساؤلات حول الضمانات ولماذا لا تعمل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بمنطق المركز السنمائي المغربي ووزارة الاتصال والثقافة فيما يخص شرط الوفاء بالالتزامات السابقة ، سنعود في مقالات لاحقة بتفاصيل “ريع الإنتاج” والملعقة الذهبية التي تمتلكها هذه الشركات وصيغ استفادتها من الكعكة الإنتاجية.
الشق الثاني من “الريع المقنن في 2M” هو حملة التمديدات للمتقاعدين داخل تلفزة عين السبع، وقبلها التعاقد مع “فاشلين” و’كهلة’ ،في دار البريهي، ونعطي مثالاً واحداً من ضمن عشرات الامثلة هو مدير الموقع الإخباري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الذي لا نعلم ما هو السلاح الذي يشهره في وجه فيصل حتى “يضرب عليه الطم هاد الوقت كلو”،في وقت تعالت أصوات داخل الدار حول ضرورة تقييم التجربة وإنصاف العاملين المرسمين وإعادة الاعتبار لأبناء الدار!
نشرنا في “زون24” الاسبوع الماضي مقالاً حول التمديد لعدد من المسؤولين داخل 2M، فسليم الشيخ لا زال يسهم في “شيخوخة” القناة، وهو الذي مدد لحميد ساعدني مديرُ الأخبار، ومعه المديرة المالية المغضوب عليها من قبل فيصل العرايشي وهي موضوع تقرير أسود للمجلس الاعلى للحسابات.
وعلى الرغم من أن المعنية بالأمر التي كانت تخطط للإنقلاب على سليم الشيخ نفسه، لكنه وجد نفسه يوقع تمديدها دون تردد لأسباب مجهولة ، كما أنه وقع أيضا التمديد لكل من مديرة الموارد البشرية ومدير الإنتاج.
الدروس المستخلصة التي يقدمها لنا سليم الشيخ،ومعه فيصل العرايشي وهو يستعد لتوقيع تمديد لحسن بوطبسيل على رأس “الرياضية” نهاية دجنبر المقبل، مفادها “لا مكان للشباب بيننا هكذا يجب ان يكون التلفزيون،ياس