افتتاحية

“عطّاشة” في دار البريهي

لا ضير عندي أن يلجأ مجرد متعاقد مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى القضاء في مواجهة “زون24” لأننا لم نرمي عليه الورود، بل فضحنا تضارب مصالحه داخل هذه المؤسسة الغارقة في الفضائح، وما لا يعلمه “الضحية” كما دونه موقع “محاكم.ما” أن التكوين القانوني لمدير النشر وإيمانه باستقلال المؤسسات هي أحد نقط قوتنا، ودون أن أحكم على مضمون شكاية كما نقلتها مصادري، في انتظار تبليغ رسمي للمواجهة أمام المحكمة الموقرة، فإن موقعنا حديث الولادة لا يدخر جهداً في توجيه سهام النقد إلى هذه المؤسسة العمومية ليس بغاية “الابتزاز” كما يرددها من دفعه لوضع شكاية ضدنا، ولكن لتجويد عملها فهي في الأخير صورة وطن.

وكما قلنا في السابق هل فكر مهندس الشكاية في جواب للمشتكى عن تضارب المصالح خاصة وأننا في “زون24” نملك الحجة الدامغة التي سيدلي بها دفاعنا في حال تم تبليغنا.

تضمن عنوان هذه “الافتتاحية” مفهوم “عطّاشة” وهي بالمناسبة عبارة شريفة تطلق على الذين يكسبون قوتهم الحلال بعرق جبينهم، لكن الأمر مختلف تماما عن نوعية “العطاشة” المحيطين بفيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وبكل شبر في دار البريهي، فهم في الأخير يحصلون على أموال طائلة وغارقون في تضارب المصالح، ويبقى أبرزهم مدير الموقع الإخباري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي لم يقدم إضافة للمشهد الإعلامي الرقمي رغم الإمكانيات المالية والبشرية المتوفرة له، إلا أنك تلمس أنه قسم إلكتروني تابع لوكالة المغرب العربي للأنباء وليس شركة العرايشي.

هذا “العطاش” الذي تنكر لكل الذين قدموا له يد العون، ومنحوه Carte blanche في الصحافة قادماً إليها من مكان بعيد عن الدار البيضاء “بصندالة ديال الميكة”، وطبعاً تاريخ الأفراد ليس سبة، بل نسيان الأصل هو السبة الأكبر، وحتى لا أدخل في قصة طلاق الزوجة الأولى وعقد القران بالثانية وعن الأسباب والمسببات والأهداف، لأن تفاصيل ذلك تبقى أمورا شخصية وعائلية لا تعنينا، فإن هذا العطاش الذي انتهك حرمة عدد من الشباب الذين حلموا ببناء مستقبل داخل SNRT وتسبب لهم في البطالة، ثم احتفظ بعطاشة من فئة متقاعدين، لا ينتجون خطاباً ولا يحررون خبراً حصرياً، بل يكتفون بسرقة الأفكار والتسويق لأنفسهم على أنهم فقهاء السلطة الرابعة.

نوعية ثانية من “عطاشة دار البريهي” وهم فئة من المنتجين، أو العطاشة عند المنتجين، هؤلاء الذين تحالفوا وبنوا حائطاً من الفولاذ في كل الأزقة التي تؤدي إلى مكتب فيصل العرايشي بدار البريهي، ودون الخوض في استفادة نفس الشركات لسنوات طويلة من الصفقات العمومية وفي الكثير من الأحيان تشهد السيناريوهات تكراراً مع اختلاف بسيط في عنوان المسلسل فقط، مما يطرح السؤال هل يحصل هؤلاء على الصفقات بناءً على مشاريع أم لأنهم من أتباع المعبد وكهنته؟

إن نقاش “العطاشة” يحيلنا على الحرب الخفية التي يقودها تيار “التحكم” ضد تيار “الحكامة” كما وصفها الزميل توفيق الناديري في موقع “زوم24” وهو أحد الضالعين في شؤون التلفزيون وإن كنت أختلف مع هذا الرجل اختلافاً بحجم الصحراء المغربية، فإن من الواجب أن نقول إن الاختلاف لا يفسد للود قضية وأن الناديري يبقى أحد أكثر من كتبوا عن التلفزيون بمهنية على الأقل في العقدين الماضيين، إذن هذا النقاش يعيدنا إلى الحملات الخبيثة التي يقودها هؤلاء، ضد مدير الافتحاص، فقط لأنه مدير “افتحاص” وما يتعرض له مدير ديوان فيصل العرايشي بنفس الطريقة.

إن محور “العطش” هذا يريد أن يستولي حتى على مديرية التواصل، ليجمع ما في الشركة “حب وتبن” وكأن المغربيات لم تلد أرحماهن رجالاً وكفاءات.

العيب في الأخير يبقى في فيصل العرايشي، موقفنا المهني منه واضحٌ، أما أموره الشخصية فلا تعنيناَ، هذه الافتتاحية في الأصل ليست دفاعاً عن مدير الديوان أو مدير الافتحاص، لسببين اثنين، الأول هو أننا لست ناطقاً رسمياً باسم أحد، والثاني هو أننا لا نعرف أصلاً المديرين، اللهم دفاعاً عن الحق وضد بطش وخبث “عطاشة دار البريهي”.

إن ما يقوم به كبير “العطاشة” هو في الأصل إحراج لمرؤوسيه الذين أصبحت مجهوداتهم كحكم غيابي ولو كان بملايين الدراهم لأصحاب كصب الماء فوق الرمل