رفيقي ورفيق وهبي

عادتي الأسبوعية قبيل الحسم في موضوع الأسبوع الذي يكون عنواناً عريضاً للافتتاحية، أناقش المقترح داخلياً مع هيأة التحرير، وخارجياً مع زملاء، وهذا الاسبوع بالتحديد بقي التضارب حول الابواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني التي أعطت رسائل تواصلية عميقة كما هو معهود، أو نتحدث عن حجم الفظاعة والفضيحة التي بصم عليها محمد “المهيدي” بنسعيد في معرضه المسروق والذي بصم على فشله، بعدما فُضح ناشر مصري قرصن ازيد من 200 كتاب وهو الذي يحمل صفة خاصة داخل إتحاد الناشرين المصريين.
ما علينا، يبدو أن ظهور إسم محمد عبد الوهاب رفيقي ضمن الناجحين في مباراة المنتدبين القضائيين قد غطَّت على كل هذا، وأصبحنا مجدداً أمام عقل وتفكير ومواقف “أبو حفص” ليس هو عقل وتفكير ومواقف محمد عبد الوهاب رفيقي، وهنا رفيق وهبي ورفيقي.
عبد الوهاب الذي يدافع وبشراسة عن “المساواة” في الإرث متحدياً بذلك نصوصاً قرآنية لا تحتاج إجتهاداً، وهو نفسه الذي يريد أن يحدثنا عن الحداثة وفق مفهوم علماني مرصع بقليل الإسلام (حسب فهمه).
إلى هنا لا يمكن أن نحجر على رأيه ومواقفه وأفكاره، لكن من حقنا أن نحاسب أخلاقه، وهو الفائز بوظيفة داخل وزارة يشغل مستشاراً لوزيرها عبد اللطيف وهبي، وهذا إمتيازٌ يثير تساؤلات ولا يضمن تكافؤ الفرص، ويضع وزير العدل في خانة اللاعدل بعد سلسلة من صور تمريغ وجه العدل والعدالة والتفاصيل تعرفونها.
وإذا عدنا إلى عامل السن، وأن قانون الوظيفة العمومة يؤكد على حصر التوظيف في 45 سنة، مع إمكانية ترخيص من رئيس الحكومة، ولا أعتقد أن عبد الوهاب رفيقي مستشار وزير العدل سيجد صعوبة في الحصول على الترخيص، وبالتالي قانونياً يمكنه إجتياز المباراة، لكنه أخلاقياً فقد قبل أن يضع الأخلاق جانباً فضمان الإستقرار الوظيفي يبقى فوق كل اخلاق وكل اعتبار وكل مساواة.
هذا هو رفيق وهبي، ففي الجهة الاخرى هناك رفيقي، رفيق قضى عقوبة حبسية لا أريد ان احكي تفاصيلها لاحشد التعاطف، عاد إلى الجامعة وحصل على الماستر والدكتوراه في القانون، ضليع في اللغة الفرنسية وأكثر ضلاعة في لغة الضاد، ودرسَّ في عدد من الكليات والمدراس العليا، وأطر وأشرف على بحوث المئات من الطلبة، لكنه غير مقبول في الوظيفة العمومية بمبرر تجاوزه 45 سنة وربّما هو يصغر أبا حفصٍ، وحتى أنه نجح في المحاماة وعرقل مساره.
على الاقل رفيق وهبي هو مستشاره، ويحصل على راتب مريح لا يقل على 12 ألف درهم، وقد اشتغل في عدة مجالات حتى الصحافة كان فيها محظوظاً مع الراحل خليل الهاشيمي في وكالة المغرب العربي للانباء، وقدَّم برنامجاً حوارياً قد يكون أبو حفص قد ترك الاخلاق جانباً ليحصل على الوظيفة المستقرة ماديا ومعنوياً وحصل على ترخيص إستثنائي، لكن رفيقي إلى يومنا هنا ومنذ ثلاث سنوات على الأقل لم يحصل على جواب بخصوص الترخيص الاستثنائي وهو الذي لا يملك وظيفة.
صورة توظيف محمد عبد الوهاب رفيقي هي صورة عادية في عصر حكومة غير عادية.