شفيق بنكيران..المنتخب الذي فوَّت أراضي “الوازيس” لزوجته

هكذا يكون الحب وإلا فلا معنى له، عبارة تليق بالنائب البرلماني محمد شفيق بنكيران، منسق حزب عزيز أخنوش بعمالة مقاطعات عين الشق، الذي المثير للجدل الذي يعرف حيداً المسافة بين منزله ومقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، التي تحقق في إختلالاته اللامنتهية.
رئيس جهة الدار البيضاء الكبرى في التقسيم الجهوي القديم، من سنة 2003 وإلى غاية سنة 2015، ورئيس مقاطعة عين الشق لسنوات وهو الذي يرأسها حتى في المرحلة الحالية التي هيمن فيها الثلاثي الأحرار والبام والإستقلال على مفاصل الدولة.
وفي أكتوبر عام 2013، وبمناسبة إفتتاح الدورة التشريعية، خصص الملك محمد السادس مساحة كبيرة من خطابه لانتقاد تدبير الشأن العام المحلي بالدار البيضاء، المدينة التي قال عنها: “أعرفها جيدا، وتربطني بأهلها مشاعر عاطفية من المحبة والوفاء، التي أكنها لجميع المغاربة.. اعتبارا لمكانة الدار البيضاء كقاطرة للتنمية الاقتصادية، فإن هناك إرادة قوية لجعلها قطبا ماليا دوليا. إلا أن تحقيق هذا المشروع الكبير لا يتم بمجرد اتخاذ قرار، أو بإنشاء بنايات ضخمة وفق أرقى التصاميم المعمارية”.
“تحويل الدار البيضاء إلى قطب مالي دولي يتطلب توفير البنيات التحتية والخدماتية بمواصفات عالمية، وترسيخ قواعد الحكامة الجيدة ، وإيجاد إطار قانوني ملائم وتكوين موارد بشرية ذات مؤهلات عالية واعتماد التقنيات وطرق التدبير الحديثة.. غير أن الدار البيضاء لا تجتمع فيها مع الأسف كل هذه المؤهلات رغم المجهودات الكبيرة على مستوى التجهيز والاستثمار، وخاصة ما يتعلق منها بالتأهيل الحضري.. لكن لماذا لا تعرف هذه المدينة ،التي هي من أغنى مدن المغرب ، التقدم الملموس الذي يتطلع إليه البيضاويون والبيضاويات على غرار العديد من المدن الأخرى؟ وهل يعقل أن تظل فضاء للتناقضات الكبرى إلى الحد الذي قد يجعلها من أضعف النماذج في مجال التدبير الترابي؟” يقول الملك أمام أعضاء غرفتي البرلمان.
وردّ الملك اختلالات العاصمة الاقتصادية إلى “ضعف نجاعة تدخلات بعض المصالح الإقليمية والجهوية لمختلف القطاعات الوزارية، وأسلوب التدبير المعتمد من قبل المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تسييرها، والصراعات العقيمة بين مكوناتها، وكثرة مهام أعضائها وازدواج المسؤوليات رغم وجود بعض المنتخبين الذين يتمتعون بالكفاءة والإرادة الحسنة والغيرة على مدينتهم”، واسترسل: “المشكل الذي تعاني منه العاصمة الاقتصادية يتعلق بالأساس بضعف الحكامة.. رغم أن ميزانية المجلس الجماعي للدار البيضاء تفوق بثلاثة إلى أربعة أضعاف تلك التي تتوفر عليها فاس أو مراكش، مثلا، فإن المنجزات المحققة بهاتين المدينتين في مجال توفير وجودة الخدمات الأساسية تتجاوز بكثير ما تم إنجازه بالدار البيضاء”، داعيا إلى “تشخيص عاجل يحدد أسباب الداء، وسبل الدواء.
أمام هذه المعطيات كان شفيق بنكيران يمعن في خطاب الملك وصفق له، وفي الأشهر الاولى من سنة 2014 أي بعد أسابيع قليلة على خطاب عاهل البلاد، سيتم تأسيس شركة لمالكتها زوجة شفيق، وماهي إلا ساعات عن التأسيس حتى تحصلت الشركة على أراضي بمنطقة “الوازيس” التي يساوي فيها المتر المربع آلاف الدراهم.
قدمت الشركة “الهارفة” على أراضي الدولة، دفتر تحملات يتضمن إنشاء ملاعب القرب، لكنها تحولت إلى فندق ومقاهي وقاعات تدليك وبنايات شاهقة، رفص العمدة السابق العماري القيادي في حزب العدالة والتنمية توقيع محضر التسليم، فضلت تشتغل هذه المشاريع بلا رخصة.
من جانبها رفضت نبيلة الرميلي عمدة مدينة الدار البيضاء المنتمية لنفس حزب شفيق بنكيران، رفضت التوقيع بدورها على محضر الاستلام وأجابته “لا يمكنني ذلك”.
محمد شفيق بنكيران، الذي يجيد ركوب الامواج سينتخب قبل أسابيع نائباً عاشراً لعمدة البيضاء، وعينه طبعاً على ان يكون مكلفاً بقطاع التعمير من أجل توقيع رخصة لزوجته.
بنكيران الذي يقول عنه الناس “راجل الباطرونا” تلقى هبة من الزوجة نفسها، لكن بشرط التصرف في أرض الدولة المسروقة بعد وفاتها.
وهو يستعد للسفر إلى ألمانيا، قيل إن الهدف علاج، فيما يشكك مقربون من إمكانية الفرار، خاصة وأن مصادر امنية كشفت لموقع “زون24” انها الابحاث والتحقيقات توشك على الإنتهاء.