السلطة الرابعة

حقيقة “صحافي لا بأس به”

قبل أكثر من عقد من الزمن، ظهرت في تسريبات “كريس كولمان” شهادة زور وُصِف فيها أحد الأشخاص بأنه “صحافي لا بأس به”.

اليوم، وبعد مرور كل هذه السنوات، نرى في “زون24” أن الحقيقة أبسط وأوضح: هو ليس صحافياً لا بأس به… بل صحافي ضعيف جداً.

والأخطر من ذلك أننا نجد أنفسنا حالياً أمام شهادة زور جديدة، نحن أبطالها، بعدما حاول البعض تلميع صورة شخص لم يكن سوى مرافق للمصورين والتقنيين في شركة إنتاج شهيرة… قبل أن يغدر بصاحبها لاحقاً في سبيل الولوج إلى قناة “ميدي1 تيفي”.

التحق المعني بالأمر بـ”ميدي1 تيفي” قادماً من تلك الشركة التي كانت القناة تتعامل معها قبل نحو 15 سنة. وللتذكير فقط، فالمهام التي كان مكلفاً بها داخل الشركة لم تكن لها أية علاقة لا بالصحافة ولا بالمحتوى ولا بالكتابة، بل كانت تقتصر على مواكبة المصورين وتقنيي المونتاج. مجرد دور لوجستي بعيد كل البعد عن المهنة التي يدّعيها اليوم.

وعندما وصل إلى “ميدي1 تيفي”، اكتشفت مسؤولة البرامج الوثائقية – وهي ما تزال تشتغل بالقناة إلى اليوم – أنه غير قادر على كتابة حتى سطر واحد بالعربية السليمة، وأن لغته الوحيدة المفهومة هي الدارجة. تحول إلى أضحوكة داخل المصلحة، واضطرت الإدارة إلى تعيينه في نفس المهمة التي كان يؤديها في وكالة الإنتاج: مرافقة الفرق التقنية لإنجاز روبورتاجات ميدانية، معظمها اجتماعي أو طبي، بعدما فشل تماماً في التعامل مع المواضيع السياسية والاقتصادية التي تتطلب مهارات تحريرية حقيقية.

ومع وصول عمر الذهبي إلى القناة، بدأ “الصحافي الضعيف” في استجداء الإدارة لنقله إلى مكتب الرباط، بحجة “أسباب عائلية خاصة”. تم له ما أراد، وانتقل من طنجة إلى الرباط، وهناك بدأ يقترب شيئاً فشيئاً من البرامج الإخبارية، مستفيداً من الفراغ الحاصل في الموارد البشرية داخل المكتب.

ومنذ تلك المرحلة، دخل في صراعات شبه يومية مع صحفيين ومقدمي برامج القناة، من بينهم مقدم شهير لبرنامج يومي يُبثّ من الرباط. هذا الأخير اشتكى مراراً من ضعف من يقدَّم على أنه «رئيس تحرير»، وهو في الحقيقة مساعد لا يملك أبجديات التحرير. بل إن هذا المقدم هدد غير مرة بالتوقف عن تقديم برنامجه إن فُرض عليه العمل مع “الصحافي لا بأس به”.

لكن المشهد العبثي لم ينتهِ هنا. فالمعني بالأمر، الذي كان يوماً مرافقاً لطاقم تصوير برنامج “محققون”، ذهب إلى إدارة القناة مطالباً بفسخ عقد شركة الإنتاج “Connexion Média”، فقط لكي يستحوذ هو وحده على البرنامج… وبأجر مضمون!

أما بخصوص مساره داخل القناة، فالحقيقة المؤسفة هي أن من توسّط له لعقد غير محدد المدة لم يكن إعلامياً أو مسؤولاً داخل المؤسسة، بل سياسياً ينتمي لحزب الاتحاد الدستوري… ومحكوماً بالسجن. كما أن صاحبنا وجد لنفسه موقع قدم داخل الصراع بين فيصل العرايشي وحسن خيار، مدّعياً تمثيل جناح الأول، وفي الوقت نفسه مستعداً لمدّ الثاني بالتقارير عن الزملاء.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد عقد تحالفاً مع الفاشل الآخر، مدير موقع إخباري تابع للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ذاك الذي يمثل نموذجاً صارخاً لتضارب المصالح، والذي يستمر العرايشي في منح زوجته إنتاجات تلفزية ضد كل الأعراف.

باختصار

الحكاية ليست حكاية “صحافي لا بأس به”

بل قصة صعود زائف لشخص ضعيف الموهبة، بنى مساره على التملق، والصراعات، والاصطفاف داخل دهاليز الإدارة.

وحين تكون الكفاءة آخر ما يُحاسَب عليه المرء… يصبح “الضعيف جداً” هو بطل المشهد.

قصة الجمعية وأشياءٌ أخرى نعود لها لاحقاً ايها “المساعد الغير سامي”