“لاماب” تتجاهل صور ولي العهد في افتتاح “الكان”

أثار غياب صورة ولي العهد الأمير مولاي الحسن عن صفحات وكالة المغرب العربي للأنباء، عقب حفل افتتاح كأس الأمم الإفريقية التي يحتضنها المغرب، تساؤلات مشروعة حول منطق التحرير داخل وكالة يفترض فيها أن تواكب الرموز الوطنية الكبرى في لحظات مفصلية بهذا الحجم. فبينما تناقلت وسائل إعلام وطنية ودولية صور الأمير الشاب وهو يفتتح العرس القاري، اختارت “لاماب” مساراً مغايراً، مكتفية بنشر صورة رسمية قديمة، لا تعكس راهنية الحدث ولا رمزيته.
هذا السلوك التحريري أعاد إلى الواجهة نقاشاً قديماً حول “تفكير قديم” لا يزال يحكم تدبير المحتوى داخل الوكالة، تفكير يتعامل مع الصورة بوصفها أرشيفاً ثابتاً لا أداة إخبارية حيّة، رغم التحولات التي يعرفها الإعلام المعاصر حيث للصورة قوة الخبر نفسه، إن لم تكن أقوى منه.
متتبعون للشأن الإعلامي يرون أن “لاماب” فقدت كثيراً من بريقها خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً منذ تعيين فؤاد عارف على رأس إدارتها، وهو تعيين قيل حينه إنه تمّ بتوسط من وزير معروف. ومنذ ذلك الحين، يضيف هؤلاء، لم تنجح الوكالة في استعادة مكانتها كمرجع إخباري وطني متجدد، قادر على التفاعل السريع والذكي مع الأحداث الكبرى التي تعيشها البلاد.
ويُؤاخَذ على الإدارة الحالية، وفق الانتقادات المتداولة، اعتمادها على اختيارات تواصلية غير موفقة، من بينها التعويل على مسؤول تواصل يُنظر إلى تجربته على أنها فاشلة، سبق له أن شغل منصب مدير مكتب لقناة “ميدي1” في إحدى الدول الإفريقية، دون أن يترك أثراً مهنياً يُذكر. وهو ما انعكس، بحسب هؤلاء، على صورة الوكالة وحضورها الرقمي، وعلى قدرتها على مواكبة الإيقاع الإعلامي الوطني والدولي.
إن تجاهل صورة ولي العهد في افتتاح “الكان” ليس تفصيلاً عابراً، بل مؤشر على خلل أعمق في الرؤية والتحرير. فالمغرب، وهو يستضيف تظاهرة قارية كبرى، يحتاج إلى إعلام عمومي يقظ، حديث، ومتصالح مع زمن الصورة والرمز. و“لاماب”، إن أرادت استعادة ثقة المتابعين ومكانتها التاريخية، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراجعة اختياراتها، وتحديث أدواتها، والانتصار لروح الحدث لا لبرودة الأرشيف.


