شهادة طبية جديدة من بوطبسيل والعرايشي يتفحّص “الرياضية”

علم موقع “زون24” أن حسن بوطبسيل، مدير قناة الرياضية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مستمر في الغياب عن منصبه، بعدما قدّم هذا الأسبوع شهادة طبية جديدة تمدّد فترات غيابه المتلاحقة منذ أشهر.
ويأتي هذا التطور في وقت دقيق تعيش فيه القناة وضعاً خاصاً مع قرب انطلاق بث منافسات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المغرب 2025، ما يرفع الضغط على إدارة البث والإنتاج واللوجستيك داخل “الرياضية”، ويضع العديد من علامات الاستفهام حول جاهزية الفريق التقني وهيكلة القناة لتغطية حدث بحجم “الكان”.
في سياق متصل، كشفت مصادر الجريدة أن فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أوفد اليوم الثلاثاء مدير الموارد البشرية إلى القناة للتفحّص في مجموعة من الملفات المتعلقة بالتسيير الداخلي، وسير العمل داخل الأقسام الإنتاجية، وسلوك بعض المديرين الفرعيين في فترة غياب المدير الرسمي. وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الخطوة تُقرأ داخل القناة كإشارة إلى “افتتاح ورش تدقيق داخلي”، هدفه معرفة مصادر الاختلالات التي تعيشها “الرياضية” منذ أكثر من سنة.
مشاكل متراكمة وقرارات غامضة
عاشت القناة الرياضية خلال الأشهر الأخيرة توترات تنظيمية واضحة، بدأت تظهر للعلن بعد توالي الأخطاء التقنية والبرمجية، وتأخر البث في مجموعة من المباريات المهمة في البطولة الوطنية الاحترافية، إضافة إلى غياب إنتاجات مواكِبة للرياضات المختلفة، ما جعل القناة تُتهم بأنها “قناة كرة القدم فقط” رغم ميزانية الإنتاج المخصصة لها سنوياً، والإمكانات التقنية المتوفرة داخل الـSNRT.
كما عرف محيط القناة صراعاً مكتوماً بين عدد من المسؤولين، زاد حدّته الغياب الطويل للمدير، في وقت تشير فيه معطيات إلى وجود فراغ قيادي فتح الباب أمام تضارب التوجيهات، وأثر على سير العمل اليومي. مصادر من داخل “الرياضية” تحدثت عن “تخبط واضح” في إدارة الملفات التقنية المرتبطة بحقوق البث، ومفاوضات الإنتاج المشترك، وتعاقدات الطواقم الخارجية التي تغطي المباريات في المدن المغربية.
أخطاء متكررة وضغط جماهيري
في الأشهر الماضية، اشتدت الانتقادات بعد واقعة “غياب البث لأزيد من 20 دقيقة” خلال مباراة وداد الأمة وحسنية أكادير، والتي صنّفها متابعون بأنها سابقة في تاريخ النقل التلفزي المغربي، خصوصاً مع زيادة حساسية الجماهير تجاه جودة البث وحقوق المشاهدة، وارتباط الرياضة اليوم مباشرة بصورة المؤسسات الإعلامية الوطنية. كما أفرزت هذه الأخطاء نقاشاً داخلياً حول توظيف الإمكانات التقنية الحديثة، وتحديث وحدات البث الخارجي، وإعادة توزيع المهام داخل قسم الإخراج.
من جانب آخر، أثارت التغييرات المفاجئة في البرمجة، وتأخر الإعلان عن بعض حقوق البث للبطولات القارية والدولية، غضب المتابعين الرياضيين، في وقت يشهد المشهد منافسة شرسة من المنصات الرقمية، وصفحات التواصل الاجتماعي التي باتت تقدم محتوى أسرع وأكثر مرونة.
العرايشي والمرحلة الحساسة
مع اقتراب موعد كأس الأمم الأفريقية المغرب 2025، تبدو “الرياضية” أمام اختبار حقيقي: إما أن تستعيد ثقة الجمهور وتقدّم تجربة بث احترافية تليق بالحدث، أو أن تستمر في إخفاقاتها التقنية والتنظيمية التي قد تضر بصورة الإعلام العمومي أمام الملايين من المشاهدين المغاربة والأفارقة. وتطرح خطوة العرايشي اليوم، بإيفاد مدير الموارد البشرية، سؤالاً حول ما إذا كانت الشركة تتجه إلى جراحة إدارية هادئة لإعادة ترتيب البيت الداخلي قبل “الكان”.
في انتظار ذلك، يبقى الغياب الطويل لحسن بوطبسيل، والظروف الصحية التي يقدمها لتبرير هذا الغياب، جزءاً من المشهد المعقد داخل القناة، فيما تتحدث أصوات داخل المؤسسة عن ضرورة الحسم الإداري، وعدم ترك القناة في حالة “تيه إداري” في واحدة من أهم المحطات الرياضية في تاريخ المغرب.


