مصدر مطلع

هل يغلق المغرب المنطقة العازلة في الصحراء بعد هجمات السمارة؟

بعد الهجمات الارهابية الأخيرة لجبهة بوليساريو على الأحياء السكنية بمدينة سمارة. زار الجنرال محمد بريض، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية، أول أمس الثلاثاء العاصمة الموريتانية نواكشوط. زيارة تُخفي الكثير من الرسائل بشأن سيناريوهات انطلاق الهجمات من داخل التراب الموريتاني ناحية الشمال خلف الجدار العازل الذي سلمته المملكة المغربية لبعثة المينورسو الأممية منذ وقف إطلاق النار في شتنبر 1991.

خلال السنوات الماضية سعت جبهة بوليساريو إلى تحويل هذه المنطقة العازلة إلى “أراضي محررة” وحاولت نقل سكان المخيمات نحو منطقة تيفاريتي وبئر لحلو. كان هذا السيناريو مدفوعا من النظام العسكري في الجزائر الذي راهن على إعمار هذه المنطقة العازلة تحت مسمى الأراضي المحررة بغرض التخلص من سكان تندوف وبالتالي إخراج جبهة بوليساريو من تراب الجزائر الى منطقة خارج حدودها. فهي أرادت بذلك التخلص من عبء المخيمات فوق تراب تندوف.

فشل هذا المخطط دفع ميليشيا الجبهة إلى احتلال معبر “الكركرات” قبل أن تقوم القوات المسلحة الملكية المغربية بتحريره من مرتزقة مدنيين وعسكريين وطردهم من هناك. هذه العملية شكلت صفعة قوية للمخابرات الجزائرية التي فقدت ورقة أخرى من أوراق النزاع في المفتعل في الصحراء.

المعطيات الأولوية التي تلت هجمات بوليساريو قبل أيام على مدينة السمارة تقول إن الهجوم تم من داخل التراب الموريتاني وتحديدا في الشمال حيث تنشط حركة تجارية واسعة على الحدود الموريتانية على مقربة من الجدار الامني للمغرب. هذه المعطيات تشير أيضا إلى أن مواجهات عسكرية وقعت بين الجيش المغربي ومليشيات تابعة لبوليساريو بتاريخ 31 اكتوبر قدمت من شمال مالي. وهو الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الموريتانية.
كل المؤشرات تؤكد أن المغرب يتجه إلى استعادة المناطق العازلة التي كانت قد سلمتها في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار كمعبر للمدنيين في حال وقوع حرب جديدة. وبذلك يضع حدا للثغور الذي تستخدمها الجبهة في تنفيذ هجماته على القوات المسلحة الملكية المرابطة بالقرب من الجدار الأمني العازل في الصحراء. استعادة المنطقة العازلة تضع حدا أيضا لمحاولات التسلل المتكررة التي تتولى طائرات “الدرون” المغربية إفشالها عبر تصفية مرتزقة بوليساريو.
شمال مالي حيث حولت بوليساريو المنطقة العازلة الى “أراضي محررة” في كل من تيفاريتي والميجك ومهيريس، بات اليوم مصدر تهديد أمني وعسكري خطير يرجح أن يدفع المغرب إلى عملية عسكرية مشابهة لعملية الكركرات تستعيد من خلالها الاراضي في المنطقة العازلة. وتجعل كل هجمات بوليساريو على المغرب تتم من داخل التراب الجزائري التي تمول وتسلح المرتزقة لضرب مواطنين آمنين في مدن الصحراء جنوب المغرب.