سياسة

لماذا يعتبر “سيلفي قيوح” خطأ دبلوماسيا قاتلا؟

ككرة ثلج يتدحرج “سيلفي الوزير قيوح” ليصبح حديث المغاربة بالمنصات الاجتماعية باعتباره سلوكا غير مسبوق في الدبلوماسية المغربية.

ولعل ما قام به الوزير قيوح الذي تم استوزاره ضمن ظروف وملابسلات يعرفها الخاص والعام، ليس مجرد لقطة طريفة، بل فعل يندرج ضمن الأخطاء الرمزية القاتلة في العمل الدبلوماسي، في ظل عالم تُدار فيه السياسة بالرموز والصور، فكل “سيلفي” غير محسوب قد يتحول إلى لغم دبلوماسي، وهو ما كان!!

وأجمع كثير من المراقبين، على أن الوزير لا يمثل نفسه، بل يمثل المملكة المغربية وصاحب الجلالة، وأي تصرف شخصي غير محسوب قد يبعث برسائل خاطئة إلى الخارج. لذا فإن تصرف قيوح قد يُفهم وكأن المسؤولين المغاربة يفتقرون إلى اللياقة البروتوكولية، أو يتعاملون مع الزيارات الرسمية وكأنها مناسبات اجتماعية أو سياحية.

وإذا كان المغرب يُعرف دبلوماسياً برزانة ممثليه وانضباطهم في اللقاءات الرسمية،

فإن مثل هذا التصرف يعطي صورة ساذجة أو شعبوية عن المسؤولين المغاربة، قد تُستغل إعلامياً أو سياسياً، خاصة من جهات لا ترغب في تعزيز صورة المغرب كبلد جاد ودبلوماسي.

في عالم السياسة، لا توجد صور بريئة، إذ غالبا ما ستُستخدم هذه الصورة لاحقا في سياقات دعائية من قبل الطرف الآخر، لتصوير العلاقة وكأنها علاقة تبعية أو انبهار بين المغرب وتركيا. وفي العلاقات الدولية، كل صورة تُقرأ وتُؤول، وكل ابتسامة أو إيماءة قد تُحمَّل بما لا تحتمل.