صحة

كمال بنمنصور..طبيب الأسنان وصانع الابتسامة

في عالم الطب، حيث تتقاطع الدقة العلمية مع البعد الإنساني، يبرز اسم الدكتور كمال بنمنصور كأحد الأسماء اللامعة في مجال طب الأسنان بالمغرب والعالم العربي، بفضل مسار مهني حافل بالعطاء والتجديد المستمر.

ولد الدكتور كمال بنمنصور بمدينة فاس، المدينة العريقة التي كانت شاهدة على بدايات شغفه بالعلم والمعرفة، قبل أن يشد الرحال إلى الدار البيضاء لمتابعة دراسته العليا، حيث حصل على دبلوم دكتوراه في طب الأسنان من كلية طب الأسنان بجامعة الحسن الثاني.

ومنذ تخرجه، لم يكن مجرد طبيب تقليدي يمارس المهنة داخل العيادة، بل حمل على عاتقه همّ تطوير هذا التخصص على المستويات العلمية، المهنية والاجتماعية.

يعد الدكتور بنمنصور من الرواد الذين آمنوا بدور الجمعيات العلمية في النهوض بمهنة طب الأسنان، فكان المؤسس والرئيس الأول لجمعية “طب الأسنان للثقافة والتنشيط” سنة 1992، وهي جمعية شكلت لبنة أساسية لنشر ثقافة صحية فموية سليمة بالمغرب، وجسراً للتواصل بين أطباء الأسنان وبين المواطن المغربي، من خلال حملات توعوية وندوات علمية همت مختلف جهات المملكة.

لم يتوقف نشاطه الجمعوي هنا، فقد أسس وأدار “مجموعة التواصل لأطباء الأسنان”، وهي مبادرة عززت التفاعل بين المهنيين وأتاحت فضاءً لتبادل الخبرات ومناقشة مستجدات القطاع في ظل تحديات العصر، ما جعله مرجعاً بين أقرانه في المجال.

على الصعيد المؤسساتي، شغل الدكتور كمال بنمنصور منصب أمين مال المجلس الوطني لهيئة أطباء الأسنان الوطنية، حيث كان فاعلاً في الدفاع عن حقوق الأطباء وتطوير القوانين المنظمة للمهنة، كما اختير مستشاراً للأمين العام لاتحاد أطباء الأسنان العرب، في تكريس لمكانته الإقليمية والعربية في الحقل الصحي، إضافة إلى كونه كاتباً عاماً ومستشاراً سابقاً بالاتحاد المغاربي لطب الأسنان.

هذا الحضور القوي لم يكن حكراً على الفضاء المغربي والعربي فقط، بل حظي بتقدير دولي بعدما منحته دولة الإمارات العربية المتحدة “ميدالية خدمة المجتمع”، اعترافاً بإسهاماته القيمة في ترسيخ ثقافة الوقاية والعناية بصحة الفم والأسنان، سواء عبر المبادرات الميدانية أو عبر مساهماته العلمية.

ومع هذا الرصيد الحافل، ظل الدكتور كمال بنمنصور يجمع بين الحس الأكاديمي الصارم والرؤية الإنسانية التي تجعل من الابتسامة ليس فقط غاية مهنية، بل رسالة إنسانية سامية. ففي كل تدخل طبي، كما في كل محفل علمي، يتجدد إيمانه بأن صحة الفم والأسنان ليست شأناً طبياً فقط، بل مدخل لصحة الإنسان وسعادته وكرامته.

هكذا، أصبح اسم كمال بنمنصور مرادفاً للابتسامة، ليس فقط تلك التي يصنعها في عيادته، بل تلك التي ينشرها حيثما حل وارتحل، طبيباً، فاعلاً جمعوياً، قائداً مهنياً، وإنساناً مؤمناً برسالة الطب النبيلة.