كريم السباعي..صفقة العرايشي الرابحة

منذ تعيينه في منصب مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (SNRT)، أثبت كريم السباعي أن اختيار فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للمؤسسة، كان قرارًا حكيمًا وذكياً. فالسباعي، الذي انتقل من وزارة الخارجية إلى عالم الإعلام العمومي ، حمل معه خبرة ومعرفة عميقة بالمجال الدبلوماسي والإعلامي، ما جعله اختيارًا مثاليًا لتولي هذا المنصب في مؤسسة إعلامية كبيرة بحجم SNRT.
على مدار 13 عامًا، ظل كريم السباعي الذي تمرس قبلها على الفعل الإعلامي، يشغل منصب مدير التواصل بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وأدخل هذا التواصل في مرحلة جديدة بشهادة كل الفاعلين في القطاع،، وكان له دور كبير في رسم استراتيجيات الإعلام والتواصل التي جعلت من SNRT مؤسسة إعلامية قادرة على التكيف مع تحديات العصر. لعب السباعي دورًا محوريًا في تعزيز العلاقة بين المؤسسة والجمهور، وبنى جسورًا تواصلية قوية مع الصحافيين والمواطنين على حد سواء،بأسلوب سلس وتفاعلي إيجابي.
خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الأخيرة، الذي انتهى الأحد، كان السباعي حاضراً بشكل لافت،كما كنا نسمع عنه في دورات سابقة ،. موقع “زون24” تتبع خطواته طيلة أيام المعرض، وخلص إلى أن الرجل ليس معقدًا ولا يحمل أي حسابات شخصية مع الصحافيين، حتى وإن كان النقد الموجه للتلفزيون في بعض الأحيان قاسيًا. هذه السمة الإنسانية التي يتمتع بها السباعي تجعله واحدًا من الأطر الإعلامية المتميزة، والتي لا تهتم بالصراع الشخصي، بل تركز على تطوير الإعلام وتقديم خدمة عمومية ذات جودة عالية للمشاهد المغربي،ولم يسجل عليه أي تدخل أو وشاية يمكن أن تمس صورة أو مصالح أي مسؤول أو مواطن،فمحركه هو القيام بدوره لصالح الشركة دون أن يتجاوز ذلك المهام المنوطة به،أو يساهم في اللعب على الأحبال ومحاولة التموقع المجاني.
إحدى أبرز سمات السباعي هي قدرته على التأثير بشكل إيجابي داخل المؤسسة، ودفعها نحو التطوير المستمر. فبفضل استراتيجيته المدروسة في التواصل وتظافر مجهودات طاقمه ، استطاعت SNRT أن تواكب التحولات الرقمية الكبيرة، وتحقق حضورا متميزًا عبر منصاتها الإعلامية المختلفة. وبرزت في عهد السباعي العديد من المبادرات التي ساهمت في تحسين صورة المؤسسة، مثل إطلاق تطبيق “SNRT Live”، الذي وفر للمشاهد المغربي فرصة متابعة برامجه المفضلة عبر البث المباشر، ما مكن SNRT من جذب جمهور واسع داخل وخارج المغرب.
أما على مستوى العلاقات مع الصحافيين، فإن كريم السباعي استطاع أن يثبت نفسه كإطار إعلامي محترف، قادر على التعامل مع كل الأراء، حتى تلك التي قد تكون قاسية أو مجانبة للصواب أحيانا . فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي قد تواجهها SNRT أحيانًا، يظل السباعي مصممًا على الدفاع عن المؤسسة وعملها، مستعرضًا بذلك نضجًا إعلاميًا كبيرًا واحترافية واضحة في التعامل مع الإعلام.
أما من جانب العرايشي، فقد كان اختياره للسباعي مديرًا للتواصل خطوة ذكية، حيث أدرك أهمية أن يكون التواصل الجيد هو العمود الفقري لأي مؤسسة إعلامية كبيرة. في وقت كانت فيه SNRT بحاجة إلى قيادة إعلامية قادرة على تفعيل دورها في تطوير الإعلام العمومي، كان السباعي الرجل المناسب في المكان المناسب، ليصبح جزءًا من النجاح الكبير الذي حققته الشركة على مدار السنوات الماضية.
في الختام، يمكن القول إن كريم السباعي يمثل صفقة رابحة حقيقية بالنسبة لفيصل العرايشي والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. فإلى جانب كفاءته العالية وتعامله الاحترافي مع الصحافيين والجمهور وتمتع باحترام وتقدير الأغلبية منهم ، لا شك أن تأثيره في إعادة بناء صورة SNRT وجعلها أكثر مواكبة للتطورات الإعلامية في العالم الرقمي يعد إنجازًا عظيمًا،وكما قال لي صديق متمرس ويعرف كل الخبايا:السباعي طاقة تواصلية غير مسبوقة في التلفزيون،يستمتع بالجدال والصراع حول مهامه،عاشق للمعارك والسجالات،لكنه خارج مهامه،لا يفيدك ولا يضرك،ولن تستطيع أن تجره لأي نقاش يمكن أن يفشي فيه سرا أو يسيء لزميل له،فهذا هو السباعي،رجل المهنة بكل تجرد وبيروقراطية أحيانا،ورجل تواصل اليوم والغد …