ياسين حسناوي يكتب: دفاعاً عن الملك

قد يبدو الحديث عن الدفاع عن المؤسسة الملكية وكأنه نوع من الترف أو تكرار لما هو بديهي في وجدان كل مغربي.
فالحقيقة أن المؤسسة الملكية، بما تحمله من رمزية وتاريخ وشرعية متجذرة، لا تحتاج بالضرورة إلى من يدافع عنها بالكلمات، لأنها محمية بحب الشعب وثقته، ومحفوظة في قلوب المغاربة جميعاً. ومع ذلك، فإن لحظات معينة تتطلب من الصحافي، ومن المواطن الصادق، أن يرفع صوته عالياً في وجه الحملات الممنهجة التي تستهدف رمز الدولة ووحدة الأمة.
أرفض بشكل قاطع الحملة المسعورة التي يتعرض لها جلالة الملك محمد السادس من طرف فئة من الخونة، سواء في الداخل أو الخارج، والذين لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا يعبرون سوى عن أحقاد دفينة تجاه بلد اختار الاستقرار حين اختار الآخرون الفوضى. هذه الحملة لا يجب أن تُواجه بالغضب فقط، بل يجب أن تُقابل بالحقائق، والوقائع التي لا تقبل التأويل.
منذ اعتلائه العرش سنة 1999، اختار جلالة الملك محمد السادس أن يكون صوتاً للعدالة، ومدافعاً شرساً عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. لم يتردد يوماً في تأكيد الموقف الثابت للمغرب من هذه القضية، لا في المحافل الدولية ولا في رسائل التضامن ولا عبر الدعم العملي على الأرض. والملك، بصفته رئيس لجنة القدس، لم يكتف بالكلام، بل حرص على ترجمة مواقفه إلى أفعال، عبر دعم مباشر للمقدسيين، ومشاريع إنمائية وإنسانية عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، التي كان لها دور كبير في حماية الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة.
وفي وقت حاولت فيه بعض الأنظمة المتاجرة بالقضية الفلسطينية، ظل موقف المغرب بقيادة جلالة الملك واضحاً، لا غبار عليه، مبنياً على دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، مع التأكيد على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
إن الدفاع عن الملك، ليس دفاعاً عن شخص، بل عن رمز دولة، وعمود أمان، وضامن لاستقرار البلاد. وحين يُستهدف هذا الرمز، فإن الرد لا يكون بالصمت، بل بكشف نوايا الحاقدين، وتذكيرهم بأن حب الملك ليس شعاراً يُرفع، بل قناعة راسخة في وجدان شعب لا يساوم على ثوابته.