إسقاطُ أحيزون..الإشارة الثانية على قرب نهاية العرايشي

في 25 فبراير 2025، قرر مجلس الرقابة لشركة “اتصالات المغرب” إنهاء مهام عبد السلام أحيزون كرئيس لمجلس الإدارة الجماعية بعد 26 عامًا من قيادته للشركة. جاء هذا القرار في أعقاب حكم قضائي يلزم الشركة بدفع غرامة قدرها 6.4 مليارات درهم لصالح منافستها “وانا” بسبب ممارسات منافية للمنافسة. تم تعيين محمد بنشعبون، المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار ووزير الاقتصاد والمالية السابق، خلفًا لأحيزون، بهدف تعزيز التطوير الاستراتيجي لأنشطة المجموعة.
خلف هذا القرار ردود فعلٍ متباينة في أواسط الشعب المغربي، خاصة أن اسم الرجل ارتبط بكثرة مسؤولياته، والخدمات المتردية التي ضلت تقدمها اتصالات المغرب على مر عقود من الزمن.
مباشرة بعد انتشار واسع لهذا الخبر أمس الثلاثاء، عاد إسم فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ورئيس اللجنة الأولمبية ورئيس جامعة التنس إلى الواجهة، القاسم المشترك بينهما هو ربع قرن من المسؤولية دون تسجيل إنجازات تلبي طموحات دافعي الضرائب.
يبدو أن إسقاط عبد السلام احيزون من فوق ظهر إتصالات المغرب، هو مؤشر ثان على أن الورقة الحمراء قريبة من فيصل العرايشي بعد مؤشر اول تجلى في عدم دعوته إلى قرعة كأس الأمم الافريقية المغرب 2025 التي ستشهدها بلادنا نهاية هذا العام، رغم أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة شريك استراتيجي في الموضوع.
في حقيقة الأمر العرايشي ليس رأسه وحده المطلوب للرحيل، بل هناك جملة مسؤولين ومدراء يساهمون في تدني محتوى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، من قبيل مدير الموقع الإلكتروني التابع لها الذي لم يقدم إضافة بالموازاة مع الراتب السمين الذي يتقاضاها شهريا، ناهيك عن سقوطه في “تضارب المصالح” بشكل فاضح عن طريق شركة زوجته.
وواجه فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، عدة انتقادات تتعلق بإدارته للمؤسسة. من أبرز هذه الانتقادات، ما أثير حول صفقات مشبوهة وخروقات مالية داخل الشركة. فقد تم الكشف عن تقاضي مدير الافتحاص والتدقيق والمراقبة الإدارية راتبًا شهريًا يصل إلى 10 ملايين سنتيم، رغم غيابه المتكرر عن العمل، بالإضافة إلى منح تعويضات جزافية لموظفي مديريته دون علم المدير العام محمد عياد.
كما تعرضت القناة الأمازيغية لانتقادات بسبب سوء تدبير مباريات التوظيف، حيث تم استدعاء مرشح لم يجتز المباراة الكتابية، مما أثار جدلاً واسعًا حول نزاهة وشفافية هذه العمليات.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت قناة “العيون” الجهوية تهميشًا وسوء تدبير، مما أثر على جودة الخدمات المقدمة للمشاهدين في المنطقة، وأثار تساؤلات حول استمرار هذه الأوضاع دون تدخل حاسم.
وفي سياق آخر، تعرضت الشركة لانتقادات بسبب سوء تغطية بعض الأحداث الوطنية المهمة، مثل احتفالات عودة المنتخب الوطني بعد إنجازه التاريخي في كأس العالم 2022، حيث وُصفت التغطية بالرديئة وباستخدام أساليب قديمة، مما أثار استياء المشاهدين.