متفرقات

جيراندو وقناة “تحدي”..تضليل ممنهج لجني المال بطرقٍ غير مشروعة

في عصر السوشيال ميديا، أصبح اليوتيوب منصة تُمكّن أي شخص من تحقيق الشهرة، لكن ليس دائمًا بالطرق المشروعة أو الأخلاقية. من بين القنوات التي أثارت جدلًا واسعًا في المغرب، تبرز قناة “تحدي” التي يديرها هشام جيراندو، والتي باتت نموذجًا صارخًا لاستغلال الجمهور والتلاعب بالمحتوى لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

التضليل والمحتوى المضلل

تعتمد قناة “تحدي” على تقديم محتوى مثير للجدل، لكنه في كثير من الأحيان يكون مبنيًا على التهويل والمبالغة. من العناوين الصادمة إلى المشاهد المفبركة، يسعى جيراندو إلى جذب المشاهدين بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب المصداقية. لا يتوانى عن تقديم معلومات غير موثوقة، مما يساهم في نشر الأخبار الزائفة والتأثير على المتابعين الذين قد لا يمتلكون القدرة على التمييز بين الحقيقة والتلاعب.

استغلال الجمهور لجني الأرباح

من أبرز الأساليب التي يعتمدها هشام جيراندو هو استغلال العاطفة الجماهيرية، سواء من خلال مواضيع اجتماعية حساسة أو عبر تقديم محتوى يوحي بأنه “إنساني”، في حين أن الغاية الحقيقية هي تحقيق الأرباح من خلال الإعلانات والمشاهدات. يقوم في بعض الأحيان بتصوير محتوى يظهر فيه كمُساعد للفقراء أو كاشف لقصص مأساوية، لكن الدافع الرئيسي يكون زيادة التفاعل، وليس تقديم المساعدة الحقيقية.

الاستفزاز وإثارة الجدل المصطنع

كثيرًا ما يلجأ هشام جيراندو إلى إثارة الجدل بشكل متعمد، سواء من خلال مهاجمة شخصيات معروفة أو تقديم تصريحات مستفزة. هذه الاستراتيجية أصبحت وسيلة مضمونة لجلب المزيد من المشاهدات، حيث يدفع الجمهور إلى التفاعل سواء بالإعجاب أو الانتقاد، مما يرفع من نسب المشاهدة ويزيد من أرباح القناة.

المسؤولية الأخلاقية والقانونية

في ظل هذه الممارسات، يصبح السؤال المطروح: أين الرقابة على المحتوى الرقمي؟ وما مدى مسؤولية يوتيوب في الحد من هذه الظواهر؟ ورغم أن المنصة تفرض بعض القوانين، إلا أن العديد من القنوات مثل “تحدي” تظل قادرة على التحايل على الخوارزميات والاستمرار في نشر محتوى غير نزيه. كما أن دور الجمهور يبقى أساسيًا في التمييز بين المحتوى الهادف والمحتوى الاستغلالي، وعدم التفاعل مع مثل هذه القنوات التي تبني شهرتها على حساب الحقيقة والقيم الأخلاقية.

ما يقدمه هشام جيراندو عبر قناته “تحدي” لا يعدو أن يكون نموذجًا آخر من المحتوى الذي يهدف إلى الربح بأي ثمن، دون مراعاة تأثيره على الجمهور أو على المجتمع ككل. على المشاهدين أن يكونوا أكثر وعيًا وانتقائية في اختيار المحتوى الذي يتابعونه، وألّا يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا مجرد أدوات في مخططات تهدف فقط إلى تحقيق المشاهدات والأرباح.