مغربٌ بسرعتينِ..لقجع والعرايشي

المشاهد القادمة من مدخل مدينة الرباط، وقبلها من طنجة ومدنٍ أخرى ينتظرُ أن تحتضن مباريات “مونديال 2030″ و”كان 2025” تؤكِّدُ فعالية واجتهاد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والطبع هذا لا يمكن أن ينفي عقبات ومطبات البطولة الاحترافية، وما آلت إليه الأمور اليوم من تهميش وتحقير فرق الدار البيضاء الرجاء والوداد، بالمقارنة مع نهضتي بركان والزمامرة، والصورة تعيدنا إلى زمن نهضة سطات مع البصري وكأن التاريخ يعيد نفسه.
على المستوى الرياضي وفي إنتظار أن يتوج المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس إفريقيا لانهاء عقدة عقود طويلة من الزمن، وينصف فوزي لقجع بعدما نجح على مستويات عدة في التدبير الرياضي، وبناء منتخبات قوية مع قوة إقناعية ناعمة لالتحاق عدد من اللاعبين بمعسركات الأسود.
قد يكون فوزي لقجع رئيساً لحكومة المونديال، ولا شك أن ما وصل إليه المغرب في مجال البنى التحتية، يؤكد على نجاح النسخة ما بعد المقبلة من كأس العالم، لكن المغرب مع كامل الأسف يمشي بسرعتين، سرعة TGV بين الدار البيضاء وطنجة، وسرعة قطار الدار البيضاء وجدة، بعدما عمر مسؤولون طويلاً في مناصبهم، وصرفوا مليارات الدراهم دون نتيجة، ويبقى أهم فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفز، الذي يترأسها لربع قرن زمني قيل فيه الكثير عن الفشل والخروقات والتصرف الارعن في المال العام.
يبقى سبب نزور فيصل العرايشي مع فوزي لقجع في هذه الافتتاحية، هو الدور المحوري المنتظر من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في التظاهرات الرياضية الكبرى التي ستشهدها المملكة المغربية وخاصة كأس العام وقبله كأس إفريقيا.
بينما يعوّل فوزي لقجع على شركات وأطر في المستوى، بقي فيصل العرايشي مرهوناً بحفنة “عطاشة” خاصة في مجال الإنتاج الدارمي، وأغرق القناة الرياضية بعدد من الاسماءِ التي لم تقدم إضافات منذ إلتحاقها، بينما آخرون ينتجون محتويات عبر المنصات الاجتماعية وإمكانيات بسيطة يقولون للعالم إن مكانكم هو المنصات وليس التلفزيون.
يبدو أن فيصل العرايشي مسؤول لا يمكن الرهان عليه في مونديال2030، ليس فقط لعامل السن لانه رجل متقاعد منذ أشهر، ولكن الإشارة الاولى ظهرت خلال قرعة كأس الأمم الافريقية2025 التي احتضنها مسرح محمد الخامس بالرباط الاسبوع المنصرم، حضرن عدة شخصيات حكومية ورياضية لم يكن ضمنها فيصل العرايشي رغم أن التلفزيون العمومي شريك استراتيجي.
يقول مصدر من داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إن أحد أفراد ديوانه سعى جاهداً لتوفير بطاقة حضورٍ غير انه فشل في ذلك، فهل هي في الاخير رسالة لمن يهمه الأمر مفادها “حط السوارت وسير فحالك”.